كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 356 """"""
الرواية وما في الصحاح بأن يحمل قوله: بعد ما غربت أو بعد المغرب على وجود الغروب الأول، ولا ينافي ذلك كونها عادت، فغاية ما في الباب أن رواية الصحاح سكتت عن العود الثابت في غيرها، وقد ورد أيضاً أن الشمس ردت لأجله بعد ما غربت عن علي رضي الله عنه وكانت العصر فاتته ورأى النبي صلى الله عليه وسلّم في حجره فقال: (اللهم أنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس فطلعت بعد ما غربت) وورد أن الشمس حبست له في قصة الإسراء حين أخبر بقدوم العير فأبطأت والقصتان في الشفا للقاضي عياض وقد تكلمت عليهما في تخريج أحاديثه.
مسألة: حديث (لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب) هل له أصل في كتب الحديث؟.
الجواب: نعم هذا الحديث أخرجه الترمذي من حديث عقبة بن عامر، والطبراني من حديث أبي سعيد الخدري، وعصمة بن مالك.
مسألة: في رجل بيده حجر بلور يقعد على الطرقات ويقول: الأحجار سلمت على النبي صلى الله عليه وسلّم وهذا الحجر من جنس الأحجار التي سلمت على النبي صلى الله عليه وسلّم فقال له رجل: كذبت هذا الحجر ما سلم على النبي صلى الله عليه وسلّم قال: من جنسه فأنكر ذلك فأيهما المخطىء والمصيب؟ وهل الأحجار إذا سمعت صوت المصلي على النبي صلى الله عليه وسلّم هل تصلي عليه بلسان الحال كما ورد أن من كتب اسم النبي صلى الله عليه وسلّم في الورق بالصلاة عليه لا تزال تلك الأحرف تصلي ما دامت تلك الأحرف مكتوبة؟ وهل ثبت أن الحجر سلم على النبي صلى الله عليه وسلّم؟.
الجواب: ثبت من طرق صحيحة أن الأحجار سلمت على النبي صلى الله عليه وسلّم لكن البلور بخصوصه لم يرد فيه حديث، ولم يرد في الحديث أن الأحجار إذان سمعت الصلاة عليه تصلي عليه، ولا ورد أيضاً أن من كتب إسمه الشريف في الورق بالصلاة عليه تصلي عليه تلك الأحرف، وإنما الوارد من صلى عليه في كتاب لم تزل الملائكة تصلى عليه أي على المصلي ما دام اسمه في ذلك الكتاب صلى الله عليه وسلّم.
مسألة: في خبر ورد عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام. وعن ابن عباس أنه قال: خلق الله الأرواح قبل الأجساد بأربعة آلاف سنة، وخلق الأرزاق قبل الأرواح بأربعة آلاف سنة. ما الجواب عن التعارض بين هذه الأخبار؟.
الجواب: إنما يطلب الجواب عن التعارض بين حديثين وهذان الحديثان غير ثابتين أما الثاني فباطل لا أصل له، وأما الأول فورد بإسناد ضعيف جداً فلا نعول عليه، والمعول عليه في ذلك الحديث الصحيح إن الله قدر المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وذلك شامل للأرزاق.
مسألة: في أخبار وردت عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه احتجم في الأخدعين وبين الكتفين، وقيل في الأخدعين والكاهل، وقيل وهو محرم بمشلل على ظهرالقدم، ما الجواب عن الأخدعين والكاهل وعن القول الثالث؟.

الصفحة 356