كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 357 """"""
الجواب: الحديث الأول أخرجه أبو داود عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلّم احتجم ثلاثاً في الأخدعين والكاهل قال صاحب النهاية: الأخدعان عرقان في جانبي العنق والكاهل مقدم أعلى الظهر، وقال الجوهري في الصحاح: الأخدع عرق وهو شعبة من الوريد وهما أخدعان وربما وقعت الشرطة على أحدهما فينزف صاحبه. وأما الحديث الثاني فأخرجه ابن حبان عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلّم احتجم وهو محرم على ظهر القدم من وجع كان به وفي رواية بمشلل وهو بضم الميم وفتح الشين وتشديد اللام الأولى وفتحها اسم موضع بين مكة والمدينة.
مسألة: فيما ورد عن بحيرا أنه بشر بالنبي صلى الله عليه وسلّم هل كانت تلك البشارة صادرة منه عن أيمان به حينئذ؟ وهل مات بحيرا قبل البعثة أم بعدها؟ وإذا مات قبل البعثة فهل مات مسلماً أم لا؟.
الجواب: بشارة بحيرا الراهب بالنبي صلى الله عليه وسلّم لما لقيه في سفره كانت قبل البعثة بدهر طويل، ففي طبقات ابن سعد، ودلائل أبي نعيم أن سنه صلى الله عليه وسلّم كان إذ ذاك اثنتي عشرة سنة. وفي رواية أخرجها ابن منده عشرين سنة، وكان بحيرا على دين النصرانية وانتهى إليه علمها، قال ابن حجر في كتاب الإصابة: ما أدري أدرك البعثه أم لا، وقد ذكره ابن منده، وأبو نعيم في كتابيهما في الصحابة، وبالجملة فقد مات على دين حق وهو إن لم يكن أدرك البعثة فقد أدرك دين النصرانية قبل نسخه بالبعثة المحمدية.
مسألة: فيما جاءت به الرواية حين ولد النبي صلى الله عليه وسلّم وعطس أشمتته الملائكة لكونه عطس أو شمتته وما المشمت ومن الراوي أهي الشفاء أو غيرها وما نسبها؟.
الجواب: لم أقف في شيء من الأحاديث مصرحاً على أنه صلى الله عليه وسلّم لما ولد عطس وعلى أن الملائكة شمتته بعد مراجعة أحاديث المولد من مظانها كالطبقات لابن سعد، ودلائل النبوة للبيهقي، ولأبي نعيم، وتاريخ ابن عساكر على بسطه واستيعابه، وكالمستدرك للحاكم ونحوه. وإنما الحديث الذي روته الشفاء فيه لفظ يشبه التشميت لكن لم يرد فيه العطاس، وهو ما أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة من طريق الزهري، وعبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن جده عبد الرحمن بن عوف عن أمه الشفاء بنت عمرو بن عوف قالت: لما ولدت آمنة بنت وهب محمداً صلى الله عليه وسلّم وقع على يدي فاستهل فسمعت قائلاً يقول: رحمك الله ورحمك ربك الحديث، والمعروف في اللغة أن الاستهلال هو صياح المولود أول ما يولد، فإن أريد به هنا العطاس فمحتمل، وحمل القائل المذكور على الملك طاهر، وأما الشفاء فوقع في هذه الرواية أنها بنت عمرو بن عوف، والذي ذكره ابن سعد في طبقاته أنها بنت عوف بن عبد الحرث بن زهرة بن كلاب أسلمت قديماً وهاجرت وماتت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال عبد الرحمن بن عوف: يا رسول الله أعتق عن أمي؟ فقال: (نعم) فأعتق عنها، قال ابن سعد: فكان فيها سنة العتاقة عن الميت.
المسألة: أوردبعضهم في بعض الكتب حديثاً فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (الحمى رائد

الصفحة 357