كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 362 """"""
خالد المخزومي قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن طلحة بن زادان المزني ثقة عن أبيه عن هشام بن عروة عن عائشة مرفوعاً : ( من لم يكن عنده صدقة فليلعن اليهود ) [ ورواه ابن عدي في كامله من حديثها أيضاً ] وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس من طريق أبي بكر محمد بن إسحاق بن يعقوب الطلحي عن سليم المكي عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعاً به ، [ ورواه أيضاً ابن حبيب أبي هريرة الخطيب ، البغدادي في تاريخه وكلا الطريقين ضعيف ].
مسألة :
ماذا يقول الذي زادت مناقبه
على أكابرنا في العلم والأدب
فيمن روى أن خير الخلق سيدنا
رسول رب العباد الهادي العربي
قال الدراهم والدينار قد جعلا
خواتم الله في أرض لذي طلب
من جاء بالخاتم المذكور حاجته
تقضى ولم يعزه راويه للكتب
هل ذا صحيح وما معناه إن وردت
به الرواية أو قد صح في الكتب
جد بالجواب فقد أشفيت لي عللاً
نجيت دهرك من هم ومن نصب
ونلت جنة عدن يوم مبعثنا
بجاه خير الأنام الطاهر النسب
الجواب :
الحمد لله حمداً دائم الحقب
ثم الصلاة على خير الورى العربي
هذا الحديث رويناه له سند
رواته ضعفت فيما حكى الذهبي
في معجم الطبراني الأوسط انتظمت
فيه روايته يا منتهى الطلب
وصح في الحلية الغراء من طرق
يعل رفع بها وقفاً على وهب
بأنها خاتم تقضي المعايش لم
توضع لأكل إذا عدت ولا شرب
وابن السيوطي يرجو إذا أجاب بذا
في الحشر لمحة غفران بلا نصب
مسألة : في قوله صلى الله عليه وسلّم ، وشرف وكرم : ( حياتي خير لكم وموتي خير لكم ) فقد أشكل من جهة تنزيل المقصود منه على القواعد النحوية بناء على أن أفعل التفضيل يوصل بمن عند تجرده ووصله بها غير متأت بحسب الظاهر إذ يصير الكلام حياتي خير لكم من مماتي ومماتي خير لكم من حياتي وهو مشكل.
الجواب : إنما حصل الإشكال من ظن أن خيراً هنا أفعل تفضيل وليس كذلك فإن لفظة خير لها استعمالان : أحدهما أن يراد بها معنى التفضيل لا الأفضلية وضدها الشر وهي كلمة باقية على أصلها لم يحذف منها شيء ، والثاني أن يراد بها معنى الإفضلية وهي التي توصل بمن وهذه أصلها أخير حذفت همزتها تخفيفاً ويقابلها شر التي أصلها أشر قال في الصحاح :

الصفحة 362