كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 363 """"""
الخير ضد الشر قال الشاعر :
فما كنانة في خير مخامرة
ولا كنانة في شر بأشرار
وتأنيث هذه خيرة وجمعها خيرات وهي الفاضلات من كل شيء ، قال تعالى : ) فيهن خيرات حسان ( أولئك لهم الخيرات ولم يريدوا به معنى أفعل ، فلو أردت معنى التفضيل قلت : فلانة خير الناس ولم تقل خيرة ولا تثنى ولا تجمع لأنه في معنى أفعل ، انتهى كلام الصحاح ، وقال الراغب في مفردات القرآن : الخير والشر يقالان على وجهين ، أحدهما : أن يكونا اسمين كقوله تعالى : ) ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ( الثاني : أن يكونا وصفين وتقديرهما تقدير أفعل من نحو : هذا خير من ذاك وأفضل ، وقوله تعالى : ) فأت بخير منها ( ويحتمل الاسمية والوصفية معاً قوله تعالى : ) وأن تصوموا خير لكم ( وقال أبو حيان في تفسيره : الكثير في قوله تعالى : ] ) ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير ( [ ليس خير هنا ] أفعل تفضيل بل هي للتفضيل لا للأفضلية كما في قوله تعالى : ) أفمن يلقى في النار خير ( و ) خير مستقرا ( وفي قول حسان : فشر كما لخير كما الفداء ، انتهى. إذا عرف ذلك فخير في الحديث من القسم الأول وهي يراد بها التفضيل لا الأفضلية فلا توصل بمن وليست بمعنى أفعل ، وأنما المقصود أن في كل من حياته ومماته صلى الله عليه وسلّم خير لا أن هذا خير من هذا ولا أن هذا خير من هذا.
مسألة :
ماذا جواب إمام لا نظير له
في العصر كلا ولا في سالف الدهر ؟
في الحافظين على الإنسان إذ كتبا
هل بالمداد وحبر عد للبشر ؟
وكاغد يكتبا ما كان مع قلم
أولا كذلك يا من ضاء كالقمر
أثابكم ربكم جناته كرماً
بجاه خير الورى المبعوث من مضر
الجواب :
الله أحمد حمداً غير منحصر
ثم الصلاة على المختار من مضر
مداده الريق فيما قد أبى ولسا
ن الخلق أقلامهم قد جاء في الأثر
وفي الصحيفة كتب والبطاقة جا
من غير تعيين جنس صح في الخبر
مسألة : هل الشمع كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلّم أو الصحابة أو التابعين وهل الاستضاءة به مع أن غيره من الأدهان يقوم مقامه تعد إسرافاً ؟.
الجواب : الشمع كان موجوداً من قديم من زمن الجاهلية قبل البعثة ، وقد ذكر العسكري

الصفحة 363