"""""" صفحة رقم 366 """"""
عباس موقوفاً أنهم شبر وشبران وثلاثة أشبار. وفي حديث ضعيف مرفوع أخرجه الطبراني أنهم أصناف صنف منهم طول الأرز مائة وعشرون ذراعاً. وصنف منهم يفترش بأذنه ويلتف بالأخرى ، وأما خروجهم فمن خلف السد أقصى بلاد الترك ، وفي الحديث أن مقدمتهم بالشام وساقتهم بخراسان ، وأما مدة إقامتهم فيسيرة فإنهم يخرجون في زمن عيسى ويهلكون في زمنه ، وأما صفة الدابة فذات زغب وريش لها أربعة قوائم ومسافة ما بين أذنيها مسيرة فرسخ للراكب وخروجها من صدع في الصفا بمكة وفي رواية من بعض أودية تهامة فتدور الأرض بأسرها ، واختلفت الأحاديث هل خروجها قبل نزول عيسى أو بعده. وأما الحور العين والوالدان وزبانية النار فلا يموتون وهم ممن استثنى الله تعالى في قوله إلا من شاء الله وأما الملائكة فيموتون بالنصوص والإجماع ويتولى قبض أرواحهم ملك الموت ويموت ملك الموت بلا ملك الموت. هذا ما يتعلق بالأسئلة على وجه الاختصار ، وسرد الأدلة في ذلك والأحاديث يحتمل كراريس كثيرة والله أعلم.
مسألة : في الحديث أن الطاعون وخز اخوانكم من الجن فكيف يتصور وقوع هذا الأمر من الأخوان وكيف سموا في هذا الحديث إخواناً ، وكذا في حديث العظم وليسوا من بني آدم ، وهل ورد في الحديث بلفظ وخز أعدئكم ؟ وكيف يكون شهادة مع أنه صلى الله عليه وسلّم استعاذ منه ؟ وهل وجد أدعية تمنع منه ؟ وهل لقول من قال : إنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لم يؤلف صحة أم لا ؟.
الجواب : المحفوظ في الحديث : ( وخز أعدائكم من الجن ) هكذا أخرجه الإمام أحمد ، والبزار ، وأبو يعلى في مسانيدهم ، والطبراني من حديث أبي موسى الأشعري ، وأخرجه الطبراني أيضاً من حديث ابن عمر ، وأخرجه أبو يعلى من حديث عائشة كلهم : ( بلفظ أعدائكم ) ولم يقع في شيء من طرق الحديث بلفظ إخوانكم ، قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري : يقع في ألسنة الناس بلفظ وخز إخوانكم ولم أره في شيء من طرق الحديث بعد التتبع الطويل التام لا في الكتب المشهورة ولا في الأجزاء المنثورة فزال الإشكال المذكور. وأما تسميتهم إخواناً في حديث العظم فباعتبار الإيمان فإن الإخوة في الدين لا تستلزم الاتحاد في الجنس ، وأما قول السائل إنه صلى الله عليه وسلّم استعاذ منه فليس كذلك ولا ورد في شيء من الأحاديث أنه استعاذ منه ، بل الوارد أنه صلى الله عليه وسلّم دعا به وطلبه لأمته ، ففي الحديث عن أبي بكر الصديق قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلّم فقال : ( اللهم طعناً وطاعوناً ) أخرجه أبو يعلى ، وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل ( قال : إن الطاعون شهادة ورحمة ودعوة نبيكم قال أبو قلابة : فعرفت الشهادة وعرفت الرحمة ولم أدر ما دعوة نبيكم حتى أنبئت أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم بينما هو ذات ليلة يصلي إذ قال في دعائه : فحمى إذن وطاعوناً ثلاث مرات فلما أصبح قال له إنسان من أهله : يا رسول الله قد سمعتك الليلة تدعو بدعاء ؟ قال : وسمعته قال نعم