كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 1)

"""""" صفحة رقم 371 """"""
أجابهم في عماء كان وهو كذا
ما هو العماء وما معناه يا مهر ؟
ومن توالد مختوناً وعدتهم
في الأنبياء سوى طه وهل حصروا ؟
بالفضل منك أجب هذا السؤال بدا
قدماً تصوره بالنقل مشتهر
بين الأكابر لكن لا جواب لهم
عليه ياعالماً ألفاظه درر
وحاز كل فخار بالعلوم وقد
أضحت به مصر تزهو ثم تفتخر
الجواب : أما قول ولي الله الشيخ [ العارف بالله تعالى ] عمر بن الفارض فلا نتكلم عليه بل من أراد أن يعرف معناه فليجع جوعه ويسهر سهره يعرف معناه ، وأما الحديث فهو من المتشابه الذي لا يخاض في معناه ، قال أبو عبيد في غريب الحديث : لا ندري كيف كان ذلك العماء وقيل هو كل أمر لاتدركه عقول بني آدم ولا يبلغ كنهه الوصف والفطن ، وقال الأزهري : نحن نؤمن به ولا نكيفه بصفة ، وأما من خلق مختوناً من الأنبياء فسبعة عشر آدم ، وشيث ، وإدريس ، ونوح ، وسام ، ولوط ، ويوسف ، وموسى ، وشعيب ، وسليمان ، وهود ، وصالح ، وزكريا ، ويحيى ، وعيسى ، وحنظلة بن صفوان ، وخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم.
مسألة : هل ورد النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال : ( اللهم من دعوت عليه بشيء أو سببته أو نحو ذلك فاجعله رحمة له ) وما التوفيق بينه وبين قوله صلى الله عليه وسلّم : ( اللهم من ولى من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق اللهم عليه ) فإنه ينحل ويؤل إلى الدعاء لهم لا عليهم وهو لا يدعو لمن يؤذي المسلمين ويشق عليهم ؟.
الجواب : الحديث صحيح أخرجه الشيخان بلفظ : ( اللهم إني أتخذ عندك عهداً أن لا تخلفنيه فإنما أنا بشر فأي المؤمنين آذيته أو سبته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة وصلاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة ) وأخرج أحمد في مسنده بسند صحيح عن أنس : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم دفع إلى حفصة رجلاً وقال : احتفظي به فغفلت عنه ومضى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : قطع الله يدك ففزعت فقال : ( إني سألت ربي تبارك وتعالى أيما إنسان من أمتي دعوت الله عليه أن يجعلها له مغفرة ) قال ابن العاص من أصحابنا ، وتبعه إمام الحرمين : من خصائصه صلى الله عليه وسلّم أنه يجوز له الدعاء على من شاء بغير سبب ويكون فيه من الفوائد ما أشار إليه في الحديث ، وبهذا يعرف أنه لا تنافي بين هذا الحديث والحديث المذكور في السؤال لأن الدعاء على الوالي إذا شق ونحوه دعاء بسبب فلم يدخل في ذلك الحديث. وأيضاً فالمقصود بالأول الدعاء على معين وهذا على مبهم.
مسألة : ( أذبيوا طعامكم بذكر الله والصلاة ولا تناموا عليه فتقسو قلوبكم ) هل هو وراد ؟ وقد ذكر الشيخ نجم الدين الكبرا أن الذكر يقطع لقيمات الحرام هل له محمل ؟ وهل هو جار على القواعد أم لا ؟.
الجواب : الحديث المذكور وارد أخرجه الطبراني في معجمه الأوسط ، وابن السني في

الصفحة 371