"""""" صفحة رقم 372 """"""
عمل يوم وليلة من حديث عائشة مرفوعاً ، وماذكره الشيخ نجم الدين الكبرا جار على القواعد ومحمله على لقيمات يسيرة كما أشار إليه الشيخ بقوله لقيمات بالتصغير يأكلها الإنسان في وقت غلبة الحرام على الدنيا كما في زماننا هذا فإن ذلك يباح له من حيث الشرع كما نص عليه ابن عبد السلام وغيره أنه لوعم الحرام الدنيا جاز للمسلم أن يأكل منه قدر القوت كما يباح للمضطر أكل الميته ، وفي معناه قيل : لو كانت الدنيا دماً عبيطاً كان قوت المؤمن منها حلالاً ومع كونه مباحاً من حيث الشرع فإنه يورث ظلمة في القلب ) قل لا يستوي الخبيث والطيب ( فالذكر ينوره ويمحق تلك الظلمة ، كما أن الدواء يذهب الأخلاط المتولدة من الغذاء المذموم ويقطعها ) إن الحسنات يذهبن السيئات (.
مسألة : حديث ( مر بجنازة فأثنى عليها خيراً فقال : وجبت ) إلى آخره هل هو صحيح يعمل بظاهره ؟ وهل يكون ثناء اثنين أو أكثر موجباً للجنة أو النار بحسب الثناء أو العبرة بثناء الأكثر ؟.
الجواب : الحديث صحيح والعمل بظاهره بشرط أن يكون الثناء من عدل خير صالح للتزكية ، كذا حمل العلماء الحديث وليس ثناء من ذكر موجباً لذاته بل علامة على ما عند الله للعبد بإخبار الصادق المصدوق ولا يحتاج إلى ثناء الأكثر بل ثناء الاثنين كاف ورد به الحديث [ وفي حفظي أن ورد في بعض الطرق أنه يكفي ثناء الواحد أيضاً ولا يحضرني الآن من خرجه لأني كتبت هذه الأحرف على عجل ].
مسألة : فيما ورد البيهقي عن أبي الضحى عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى ) ومن الأرض مثلهن ( قال : سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدمكم ونوح كنوحكم وإبراهيم كإبراهيمكم وعيسى كعيساكم ، ثم قال : هذا الحديث إلى ابن عباس صحيح إلا أني لا أعلم لأبي الضحى متابعاً فإذا كان الأمر كذلك فهل هؤلاء المذكورون من البشر أو من الجن أو خلق آخر ؟ وهل كل واحد منهم كان مقارنا لمثله من أنبياء البشر في الزمان أم كيف الحال ؟.
الجواب : هذا الحديث رواه الحاكم في المستدرك وقال : صحيح الإسناد ، ورواه البيهقي في شعب الإيمان وقال : إسناده صحيح ولكنه شاذ بمرة ، وهذا الكلام من البيهقي في غاية الحسن ، فإنه لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن كما تقرر في علوم الحديث لاحتمال أن يصح الإسناد ويكون في المتن شذوذ أو علة تمنع صحته ، وإذا تبين ضعف الحديث أغنى ذلك عن تأويله لأن مثل هذا المقام لا تقبل فيه الأحاديث الضعيفة ، ويمكن أن يؤول على أن المراد بهم النذر الذين كانوا يبلغون الجن عن أنبياء البشر ولا يبعد أن يسمى كل منهم باسم النبي الذي بلغ عنه.
مسألة : هل تنام الملائكة ؟
الجواب : ظاهر قوله تعالى : ) يسبحون الليل والنهار لا يفترون ( أنهم