"""""" صفحة رقم 375 """"""
سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر إليّ من أن أحمل على عدتها من خيل بأرسانها). وأخرج عن ابن عمر قال: (ذكر الله بالغداة والعشي أعظم من حطم السيوف في سبيل الله وإعطاء المال سحاً) وأخرج عن أبي الدرداء قال: (لأن أسبح مائة تسبيحة أحب إليّ من أن أتصدق بمائة دينار على المساكين) وأخرج عن معاذ بن جبل قال: لو أن رجلين أحدهما يحمل على الجياد في سبيل الله والآخر يذكر الله لكان الذاكر أعظم وأفضل أجراً) وأخرج عنه قال: (لأن اذكر الله من غدوة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أحمل على الجياد في سبيل الله). وأخرج عن عبادة بن الصامت مثله، وأخرج عن سلمان الفارسي قال: (لو بات رجل يعطي القيان البيض وبات آخر يقرأ القرآن أو يذكر الله لرأيت أن ذاكر الله أفضل). وأخرج عن ابن عمر وقال: (لو أن رجلين أقبل أحدهما من المشرق والآخر من المغرب مع أحدهما ذهب لايضع منه شيئاً إلا في حق والآخر يذكر الله حتى يلتقيا في طريق كان الذي يذكر الله أفضلهما) فهؤلاء سبع صحابة صرحوا بتفضيل الذكر على الصدقة، ومن أقوال غير الصحابة أخرج ابن أبي شيبة عن أبي الأحوص قال: (لتسبيحه في طلب حاجة خير من لقوح صفي في عام أزبة أو لزبة). وأخرج عن أبي بردة قال: (لو أن رجلين أحدهما في حجره دنانير يعطيها والآخر يذكر الله كان ذاكر الله أفضل) والآثار في هذا المعنى كثيرة وفيما أوردناه كفاية.
ومما استدل به على تفضيل الذكر على سائر العبادات أنه لم يرخص في تركه في حال من الأحوال أخرج ابن جرير في تفسيره عن قتادة قال: (افترض الله ذكره عند أشغل ما تكونوا عند الضراب بالسيوف فقال:) يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون () والله أعلم.
نتيجة الفكر في الجهر في الذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى. وسلام على عبادة الذين اصطفى، سألت أكرمك الله عما اعتاده السادة الصوفية من عقد حلق الذكر والجهر به في المساجد ورفع الصوت بالتهليل وهل ذلك مكروه أولا؟.
الجواب: أنه لا كراهة في شيء من ذلك، وقد وردت أحاديث تقتضي استحباب الجهر بالذكر، وأحاديث تقتضي استحباب الإسرار به، والجمع بينهما أن ذلك يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص كما جمع النووي بمثل ذلك بين الأحاديث الواردة باستحباب الجهر بقراءة القرآن [والأحاديث] الواردة باستحباب الإسرار بها وها أنا أبين ذلك فصلاً فصلاً.