كتاب تنقيح التحقيق - العلمية (اسم الجزء: 1)


القرآن ، ثم قال : هذا لمن ليس بجنب ، فأما الجنب فلا ولا آية .
أبو الغريف سيأتي الكلام عليه في المسح .
وعن زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام ، عن عكرمة قال : كان عبد الله بن رواحة مضطجعا إلى جنب امرأته فقام إلى جارية له في ناحية الحجرة فوقع عليها وفزعت امرأته فلم تجده في مضجعه فقامت فخرجت فرأته على جاريته فرجعت إلى البيت فأخذت الشفرة ثم خرجت وفرغ فقام فلقيها تحمل الشفرة ، فقال : مهيم ؟ قالت لو أدركتك حين رأيتك لوجأت بين كتفيك بهذه الشفرة ، قال : وأين رأيتني ؟ قالت : رأيتك على الجارية ، فقال : ما رأيتيني ، وقد نهانا رسول الله أن يقرأ أحدنا القرآن وهو جنب .
قالت : فاقرأ .
فقال :
( أتانا رسول الله يتلو كتابه ** كما لاح مشهود من الفجر ساطع )
( أتانا بالهدى بعد العمى فقلوبنا ** به موقنات أن ما قال واقع )
( يبيت بجافي جنبه عن فراشه ** إذا استثقلت بالمشركين المضاجع )
فقالت : آمنت بالله وكذبت البصر .
ثم غدا على رسول الله فأخبره فضحك حتى بدت نواجذه .
رواه الدارقطني هكذا مرسلا .
ورواه من وجه آخر عن زمعة عن سلمة عن عكرمة عن ابن عباس متصلا .
وزمعة بن صالح ضعفه أحمد .
ويحيى ، وأبو حاتم ، وغيرهم .
وقال أبو زرعة : واهي الحديث .
وقال البخاري : يخالف في حديثه ، تركه ابن مهدي أخيرا .
وقال ابن معين مرة : صويلح الحديث .
وقال ابن عدي : ربما يهم في بعض ما يرويه وأرجو أن حديثه صالح لا بأس به وسلمة بن وهرام ، قال أحمد : روى عنه زمعة أحاديث مناكير أخشى أن يكون حديثا ضعيفا .
وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين وأبو زرعة : ثقة .
وقال أبو داود : ضعيف .
وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس بروايات الأحاديث التي يرويها عنه غير زمعة وذكره ابن حبان في كتاب الثقات .
والله أعلم .
____________________

الصفحة 139