كتاب تنقيح التحقيق - العلمية (اسم الجزء: 1)


بهذا في دار المهاجرين والأنصار وهم متوافرون ، ولم يدفعه منهم أحد ، بل علمنا بعضهم صار إليه عن روايتها .
منهم عروة بن الزبير : وقد دفع وأنكر الوضوء من مس الذكر قبل أن يسمع الخبر ، فلما علم أن بسرة روته قال به وترك قوله .
وسمعها ابن عمر تحدث به فلم يزل يتوضأ من مس الذكر حتى مات .
وهذه طريقة الفقه والعلم .
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي عن حديث رواه عبد الرزاق وأبو قرة موسى بن طارق ، عن ابن جريج ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن الزهري ، عن عروة عن بسرة وزيد بن خالد عن النبي في مس الذكر ، قال أبي : أخشى أن يكون ابن جريج أخذ هذا الحديث من إبراهيم بن أبي يحيى ؛ لأن أبا جعفر ثنا قال سمعت إبراهيم بن أبي يحيى يقول : جاءني ابن جريج يكتب مثل هذا - خفض يده اليسرى ورفع اليمنى مقدار بضعة عشر جزءا - فقال : أروي هذا عنك ؟ قال : نعم .
وقال أيضا : سأل أبي عن حديث رواه حسن الحلواني عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه ، عن حسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير ، عن المهاجر بن عكرمة عن الزهري ، عن عروة عن عائشة عن النبي : ' من مس ذكره فليتوضأ ' .
ورواه شعيب بن إسحاق ، عن هشام ، عن يحيى ، عن عروة ، عن عائشة عن النبي : ' من مس ذكره في الصلاة فليتوضأ ' .
قال أبي : هذا حديث ضعيف لم يسمعه يحيى من الزهري ، وأدخل فيهم رجلا ليس بالمشهور ، ولا أعلم أحدا روى عنه إلا يحيى ، وإنما يرويه الزهري عن عبد الله بن أبي بكر ، عن عروة عن مروان ، عن بسرة عن النبي ، ولو أن عروة سمع من عائشة لم يدخل بينهما أحدا ، وهذا يدل على وهن الحديث .
وقال أيضا : سألت أبي عن حديث ، رواه الوليد بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن نمير اليحصبي ، عن الزهري ، عن عروة ، عن مروان ، عن بسرة عن النبي : أنه كان يأمر بالوضوء من مس الذكر ، والمرأة مثل ذلك ، فقال أبي : هذا حديث وهم فيه في موضعين :
أحدهما : أن الزهري يرويه عن عبد الله بن أبي بكر وليس في الحديث ذكر المرأة .
قلت لأبي : فحديث أم حبيبة عن النبي فيمن مس ذكره فليتوضأ .
قال : روى ابن لهيعة في هذا الحديث مما يوهن هذا الحديث ، أو تدل روايته أن مكحولا أدخل بينه وبين عنبسة رجلا .
وروى أبو بكر الرازي عن أبي الحسن الكرخي عن أبي عون الفرائضي قال : سمعت
____________________

الصفحة 153