وسئل ابن معين عن هذا الحديث فقال : هذا إسناد جيد .
فقيل له : ابن علية لم يرفعه ، قال يحيى : وإن لم يحفظه ابن علية فالحديث حديث جيد الإسناد .
وقال البيهقي ( 1 ) : إسناده صحيح موصول ، ورواه حماد بن زيد عن عاصم بن المنذر عن عبيد الله بن عمر عن أبيه موقوفا .
وكذلك رواه إسماعيل بن علية ، عن عاصم بن المنذر ، عن شيخ له ، عن ابن عمر موقوفا .
وروى زائدة عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال : إذا كان الماء قلتين لا ينجسه شيء .
وروى عبد الله بن الحسين المصيصي ، عن محمد بن كثير ، عن زائدة فرفعه والصواب الموقوف .
وروى شريك عن أبي إسحاق عن مجاهد قال : إذا كان الماء قلتين لم ينجسه شيء .
وقد تكلم الدارقطني على هذا الحديث كلاما طويلا غير ما ذكره المؤلف كتبته وغيره من كلام الأئمة في جزء مفرد .
وقد ذكر الإمام أبو عمر بن عبد البر في كتاب التمهيد له هذا الحديث قال : وهو حديث يرويه محمد بن إسحاق والوليد بن كثير جميعا عن محمد بن جعفر بن الزبير .
وبعض رواة الوليد بن كثير يقول فيه : [ عنه عن محمد بن عباد بن جعفر ولم يختلف عن الوليد بن كثير أنه قال فيه ] ( 2 ) عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه يرفعه .
ومحمد بن إسحاق يقول فيه : عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبيد الله بن عبد الله ابن عمر عن أبيه مرفوعا أيضا ، فالوليد يجعله عن عبد الله بن عبد الله ، ومحمد بن إسحاق يجعله عن عبيد الله بن عبد الله .
ورواه عاصم بن المنذر فاختلف فيه عليه أيضا .
قال فيه حماد بن سلمة : عن عاصم بن المنذر عن عبيد الله بن عبد الله بن عمرعن أبيه وقال فيه حماد بن زيد عن عاصم بن المنذر عن أبي بكر بن عبيد الله عن عبد الله بن عمر .
وقال حماد بن سلمة فيه : ' إذا كان الماء قلتين أو ثلاثا لم ينجسه شيء ' .
وبعضهم يقول : ' إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث ' .
وهذا اللفظ محتمل للتأويل ، ومثل هذا الاضطراب في الإسناد يوجب التوقف عن القول بهذا الحديث على أن القلتين غير معروفتين ومحال أن يتعبد الله تعالى عباده بما لا يعرفونه . ا هـ .
وقال الطحاوي : هذا حديث صحيح لكن تركناه لعدم علمنا بالقلتين .
وقال الخطابي : ويكفي شاهدا على صحته كون ( 3 ) نجوم أهل الحديث صححوه وقد صححه جماعة من المتأخرين ، واستشكلوا من جهة أن القلتين لا يعلم قدرهما .
____________________