يشرب فقال له صاحب السقاء أنه جلد ميتة ، فأمسك حتى لحقهم النبي فذكروا ذلك له ، فقال : ' اشربوا فإن دباغ الميتة طهورها ' .
هكذا رواه أحمد بن منيع وشجاع بن مخلد ويحيى بن أيوب المقابري عن هشيم من دون ذكر سلمة بن المحبق فيه ، وذلك معدود في أوهام هشيم .
قال الحافظ أبو عبد الله بن منده : ورواه الحسن بن عرفة وعمرو بن زرارة وغيرهما عن هشيم ، عن منصور ، ويونس بن عبيد وغيرهما ، عن الحسن عن سلمة بن المحبق من غير [ ذكر ] ( 1 ) ابن جون فيه . ورواه قتادة عن الحسن ، عن جون بن قتادة عن سلمة بن المحبق وهو الصحيح ، انتهى ما حكاه ابن منده .
ورواه زكريا بن يحيى زحمويه الواسطي عن هشيم ، عن منصور عن الحسن عن جون ابن قتادة عن سلمة بن المحبق وهو الصحيح فيما حكاه الحافظ أبو نعيم منتصرا لهشيم ردا على من نسب إليه الوهم وهو أبو عبد الله بن منده .
قال في معرفة الصحابة : جون بن قتادة التميمي عداده في أهل البصرة لا تصح له صحبة ولا رواية ، وهم هشيم في حديثه .
وقال أبو نعيم في معرفة الصحابة : جون بن قتادة التميمي يعد في البصريين لا تثبت له صحبة ولا رواية ، ذكره بعض الواهمين في الصحابة ، ونسب وهمه إلى هشيم وهو وهم لأن زكريا بن يحيى زحمويه رواه عن هشيم مجودا يعني بذكر سلمة بن المحبق في إسناده .
قال شيخنا أبو الحجاج رضي الله عنه : قد أصاب ابن منده فيما نسبه إلى هشيم من الوهم لأن ذلك هو المحفوظ عن هشيم رواه غير واحد عنه كذلك .
وأما رواية زحمويه فشاذة عن هشيم ، لكن قد وهم ابن منده في قوله : إن الحسن بن عرفة وعمرو بن زرارة وغيرهما رووه عن هشيم بالإسناد الذي ذكره إنما ذلك الإسناد للحديث الثاني وهو أن رجلا خرج في سفر فبعثت معه امرأته بخادم تخدمه فوقع عليها في سفره وقد اختلف فيه على الحسن أيضا .
رواه أبو مرة واصل بن عبد الرحمن ومنصور بن زاذان ويونس بن عبيد ومبارك بن فضالة وهشام بن حسان ، عن الحسن ، عن سلمة بن المحبق ليس بينهما أحد .
وكذلك رواه محمد بن مسلم الطائفي وحماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن الحسن وتابعهما سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة عن الحسن .
ورواه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار ، فاختلف عليه فيه : فرواه عبيد الله بن عمر القواريري عنه عن عمرو عن الحسن عن سلمة كما تقدم .
____________________