كتاب الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثلاثة الخلفاء (اسم الجزء: 1)

المنذر، دعا جبير بن مطعم بن عدى بن نوفل بن عبد مناف بن قصى «1» ، فسلحه إياه، ثم قال: ممن كان يا جبير النعمان بن المنذر؟.
فقال: كان من أشلاء، قنص بن معد.
وكان جبير أنسب قريش لقريش والعرب قاطبة، وكان يقول: إنما أخذت النسب من أبى بكر الصديق.
وكان أبو بكر رضى الله عنه، أنسب العرب «2» .
وقد قيل فى نسب النعمان غير ذلك، مما سيأتى ذكره عند تأدية الحديث إليه، إن شاء الله تعالى.
وقد ذكر أيضا فى بنى معد الضحاك بن معد.
ذكر الزبير بإسناد له إلى مكحول قال: أغار الضحاك بن معد على بنى إسرائيل فى أربعين رجلا من بنى معد، عليهم دراريع الصوف خاطمى خيلهم بحبال الليف، وسبوا وظفروا، فقالت بنو إسرائيل: يا موسى، إن بنى معد أغاروا علينا، وهم قليل، فكيف لو كانوا كثيرا وأغاروا علينا وأنت نبينا؟ فادع الله عليهم.
فتوضأ موسى وصلى، وكان إذا أراد حاجة من الله صلى، ثم قال: يا رب إن بنى معد أغاروا على بنى إسرائيل فقتلوا وسبوا وظفروا، وسألونى أن أدعوك عليهم.
فقال الله تعالى: يا موسى لا تدع عليهم، فإنهم عبادى، وإنهم ينتهون عند أول أمرى، وإن فيهم نبيا أحبه وأحب أمته.
قال: يا رب، ما بلغ من محبتك له؟.
قال: أغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
قال: يا رب ما بلغ من محبتك لأمته؟.
__________
(1) انظر ترجمته فى: الاستيعاب (1/ 303) ، الإصابة ترجمة رقم (1094) ، أسد الغابة ترجمة رقم (698) ، نسب قريش (201) ، طبقات خليفة ترجمة رقم (43) ، التاريخ الكبير (2/ 223) ، المعارف (485) ، الجرح والتعديل (2/ 512) ، مشاهير علماء الأمصار الترجمة رقم (35) ، جمهرة أنساب العرب (116) ، العقد الثمين (3/ 408) .
(2) انظر: السيرة (1/ 28) .

الصفحة 10