كتاب الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثلاثة الخلفاء (اسم الجزء: 1)

وسأل الراعى عن اللحم، فقال: شاة أرضعناها من لبن كلبة، ولم يكن ولد فى الغنم غيرها. فأتاهم، فقال: قصوا على قصتكم، فقصوا عليه ما أوصى به أبوهم، وما كان من اختلافهم.
فقال: ما أشبه القبة الحمراء من مال فهو لمضر. فصارت إليه الدنانير والإبل، وهى حمر، فسميت مضر الحمراء.
قال: وما أشبه الخباء الأسود من دابة ومال فهو لربيعة. فصارت له الخيل، وهى دهم، فسمى ربيعة الفرس.
قال: وما أشبه الخادم، وكانت شمطاء، من مال فيه بلق، فهو لإياد. فصارت له الماشية البلق. وقضى لأنمار بالدراهم والأرض. فساروا من عنده على ذلك.
وكان يقال: مضر وربيعة هما الصريحان من ولد إسماعيل.
وروى ميمون بن مهران، عن عبد الله بن العباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تسبوا مضر وربيعة فإنهما كانا مسلمين» «1» .
وقال صلى الله عليه وسلم فيما روى عنه: «إذا اختلف الناس فالحق مع مضر» «2» .
وسمع عليه السلام قائلا يقول:
إنى امرؤ حميرى حين تنسبنى ... لا من ربيعة آبائى ولا مضرا
فقال صلى الله عليه وسلم: «ذلك أبعد لك من الله ومن رسوله» «3» .
ومما يؤثر من حكم مضر بن نزار ووصاياه: من يزرع شرا يحصد ندامة، وخير الخير أعجله، فاحملوا أنفسكم على مكروهها فيما أصلحكم، واصرفوها عن هواها فيما أفسدها، فليس بين الصلاح والفساد إلا صبر فواق.
فولد مضر بن نزار رجلين: إلياس بن مضر، وعيلان بن مضر.
قال الزبير: وأمهما الحنفاء بنت إياد بن معد.
__________
(1) أخرجه ابن حجر فى الفتح (7/ 146) ، المتقى الهندى فى الكنز (23987) .
(2) أخرجه المتقى الهندى فى الكنز (33989) ، ابن حجر فى المطالب العالية (4188) ، ابن عدى فى الكامل فى الضعفاء (1456) ، ابن أبى شيبة فى المصنف (12/ 198) .
(3) أخرجه أبو داود فى السنن كتاب البيوع باب (88) ، البيهقى فى السنن الكبرى (6/ 174) ، الزيلعى فى نصب الراية (4/ 128) .

الصفحة 14