كتاب الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثلاثة الخلفاء (اسم الجزء: 1)
وقال جعفر بن محمد: كان أبى إذا استلم الركن قال: اللهم أمانتى أديتها، وميثاقى وفيت به، ليشهد لى عندك بالوفاء. قال: وقام الرجل فذهب.
قال جعفر بن محمد: فأمرنى أبى أن أرده عليه، فخرجت فى أثره وأنا أراه، يحول بينى وبينه الزحام، حتى دخل نحو الصفا، فتبصرته على الصفا فلم أره، ثم ذهبت إلى المروة فلم أره عليها، فجئت إلى أبى فأخبرته فقال لى أبى: لم تكن لتجده، وذلك الخضر عليه السلام؟!!
وخرج الترمذى من حديث عبد الله بن عباس وصححه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بنى آدم» «1» .
ومن حديث عبد الله بن عمرو، مرفوعا وموقوفا، قال: «إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، طمس الله نورهما، ولو لم يطمس نورهما لأضاآ ما بين المشرق والمغرب» «2» .
ومن حديث ابن عباس أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحجر: «والله ليبعثه الله يوم القيامة، له عينان يبصر بهما ولسان ينطق، يشهد على من استلمه بحق» «3» .
وذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبرى من حديث عبد الصمد بن معقل، أنه سمع وهب بن منبه يقول: إن آدم عليه السلام لما هبط إلى الأرض فرأى سعتها ولم ير فيها أحدا غيره، قال: يا رب أما لأرضك هذه عامر يسبح بحمدك ويقدسك غيرى؟
قال الله تعالى: إنى سأجعل فيها من ولدك من يسبح بحمدى ويقدسنى، وسأجعل فيها بيوتا ترفع لذكرى ويسبح فيها خلقى ويذكر فيها اسمى، وسأجعل من تلك البيوت بيتا أخصه بكرامتى وأوثره باسمى، فأسميه بيتى، وعليه وضعت جلالى، ثم أنا
__________
(1) أخرجه الترمذى حديث رقم (877) ، ابن خزيمة فى صحيحه (2733) ، المتقى الهندى فى الكنز (34737) ، الزبيدى فى إتحاف السادة المتقين (4/ 344) ، التبريزى فى مشكاة المصابيح (2577) .
(2) أخرجه الإمام أحمد فى المسند (2/ 213) ، الحاكم فى المستدرك (1/ 456) ، المتقى الهندى فى كنز العمال (34741) ، التبريزى فى مشكاة المصابيح (2579) ، السيوطى فى جمع الجوامع (5570) .
(3) أخرجه الترمذى فى سننه حديث (961) ، الزبيدى فى إتحاف السادة المتقين (4/ 276) ، المتقى الهندى فى الكنز (34723) .
الصفحة 32
632