كتاب بلغة السالك = حاشية الصاوي - العلمية (اسم الجزء: 1)

المسالك على سبيل الاستعارة بالكتابة وذكر المسائل تخييل .
قوله : 16 ( يقرّب الأقصى ) إلخ : مقتبس من قول ابن مالك (
تقر الأقصى بلفظ موجز ** وتبسط البذل بوعد منجز )
وإسناد التقريب للكتاب : مجاز عقلي من الإسناد للسبب . والأقصى صفة لموصوف محذوف ؛ أي المعنى الأبعد الذى فى غاية البعد ، ومن باب أولى البعيد . والموجز : المختصر ، والبسط : التوسعة . والبذل : العطاء أي المعطى . والوعد : ما كان بخير ضد الوعيد . والمنجز : المبرم . وبالجملة فقد شبه كتابه بشخص كريم ذي عطايا واسعة يعد ولا يخلف . وطوى ذكر المشبه به وَرَمَزَ له بشىء من لوازمه وهو البسط والبذل والوعد ، فالبذل تخييل ، والبسط والوعد ترشيحان .
قوله : 16 ( كما نفع بأصله ) : ما مصدرية تسبك مع ما بعدها بمصدر . والجار والمجرور صفة لموصوف محذوف مفعول مطلق والتقدير : وأسأل الله النفع به نفعاً كائناً كالنفع بأصله .
قوله : 16 ( إنه عَلِىُّ ) إلخ : بكسر الهمزة على الاستئناف المضمن معنى التعليل ، والعلىّ : المنزه عن كل نقص . والحكيم : ذو الحكمة والصنع الذى يضع كل شىء في محله ، والرءوف : شديد الرحمة والرحيم : ذو الرحمة . وحكمة توسله بهذه الأسماء : إفادتها أن الله من منزه عن الأغراض فى الأفعال والأحكام يعطى من غير علة ومن غير تهيؤ العبد للعطايا يعطى الحكم ؛ وهى العلوم النافعة لشدة رأفته ورحمته .
قوله : 16 ( لأنه لا يسأل إلا الله وحده ) : هذا الحصر مأخوذ من قوله : 16 ( إنه علٍ ىًّ حكيم ) إلخ .
____________________

الصفحة 16