كتاب بلغة السالك = حاشية الصاوي - العلمية (اسم الجزء: 1)
( باب في الإعتكاف )
لما أنهى الكلام على ما أراده من فروع الصوم ، وكان من حكمة مشروعيته تصفية مرآة العقل والتشبه بالملائكة الكرام في وقته ، أتبعه بالكلام على الاعتكاف التام الشبه بهم في استغراق الأوقات في العبادات ، وحبس النفس عن الشهوات ، وكف اللسان عما لا ينبغي . ويقال : عكف بعكف بالضم والكسر عكفاً وعكوفاً : أقبل على الشيء مواظباً ، واعتكف وانعكف بمعنى واحد ، وقيل اعتكف على الخير وانعكف على الشر ( ا هـ . خرشي ) .
قوله : ( نافلة ) : صادق بالندب والسنية ؛ وهما قولان .
قوله : ( مطلق اللزوم ) : أي لخير أو شر ، ومنه قوله تعالى : { فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكِفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ } .
قوله : ( مميز ) : هو الذي يفهم الخطاب ويرد الجواب ولا ينضبط بسنّ بل يختلف باختلاف الناس ، ويخاطب المميز غير البالغ بالصوم تبعاً للاعتكاف لأنه من شروط صحته ، وتقدم كراهة الصوم له استقلالاً .
قوله : ( فلا يصح في مسجد البيوت ) : أي لو للنساء ، ولا في الكعبة ، ولا في مقام وليّ حيث كان محجوراً ، وأما لو كان غير محجور وجعل مسجداً كمقام الحسين والشافعي والسيد البدوي فيصح الاعتكاف فيه ، ولا يحص في رحبته ولا في الطرق المتصلة به ، إذ لا يقال لواحد منهما مسجد ، ولا يصح في رحبته ولا في الطرق المتصلة به ، إذ لا يقال لواحد منهما مسجد ، ولا يصح في بيت القناديل والسقاية والسطح .
قوله : ( وهذا إشارة إلى أقله ) : أي
____________________