كتاب بلغة السالك = حاشية الصاوي - العلمية (اسم الجزء: 1)


قوله : 16 ( وقد تسكن الباء ) : وقيل بالسكون : الكفر .
قوله : 16 ( الحمد لله ) إلخ : ومنه أيضاً ما ورد أنه يقول : 16 ( غفرانك ) . والحكمة فى طلب الغفران أنه لما كان خروج الأخبثين بسبب خطيئة آدم ومخالفة الأمر حيث جعل مكثه فى الأرض ، وما تنال ذريته فيها عظه للعباد وتذكرة لما تئول إليه المعاصى ، فقد روى أنه لما وجد من نفسه ريح الغائط فقال : أي رب ما هذا ؟ فقال تعالى : { هذا ريح خطيئتك } ، فكان نبينا صلى الله عليه وسلم يقول عند خروجه من الخلاء ( غفرانك ) ، التفاتاً إلى هذا الأصل وتذكيراً لأمنه بهذه العظة 16 ( اه من الحاشية ) . وفى رواية : ( الحمد لله الذى سوّغنيه طيباً وأخرجه عنى خبيثاً ) ، وفى رواية : ( الحمد لله الذي رزقنى لذته وأذهب عنى مشقته وأبقى فى جسمى قوته ) .
قوله : 16 ( وسكوت ) إلخ : إي لأن الكلام حين قضاء الحاجة يورث الصمم وحينئذ فلا يشمت عاطساً ولا يحمد إن عطس ، ولا يجيب مؤذناً ولا يردّ على مسلم ولو بعد الفراغ ، كالمجامع . بخلاف الملبى والمؤذن فإنهما يردان بعد الفراغ ، وأما المصلى فيرد بالإشارة .
قوله : 16 ( من الآداب المندوبة ) إلخ : جعل هذه من المندوبات باعتنار الغالب كما ستقف عليه في الحل قوله : ( وأما ستر عورته ) إلخ حاصله أن ستر العورة عن أعين الناس واجب . ومصبّ الندب أن يبعد عنهم بحيث لايرى له جسم ولا يسمع له صوت ولا يشم له ريح . وهذا بالفضاء كما صرح المصنف ، وأما فى الكنيف فلا يضر سماع صوته ولا شم ريحه للمشقة .
قوله : 16 ( أو مستطيل ) : أشار بهذا ألى أنه ليس المراد بالجحر خصوص المستدير بالحجر ، بل مايشمل السرب بفتح السين والراء وهو المستطيل ، وليس مقصوراً على معناه اللغوى وهو المستدير .
قوله : 16 ( مهب الريح ) : أي جهة هبوبه وإن كان ساكنا قوله ) ( الطريق ) : هو أعم مما قبله
____________________

الصفحة 64