كتاب بلغة السالك = حاشية الصاوي - العلمية (اسم الجزء: 1)


قوله : 16 ( في غالب أوقاته ) ) : وهي الأوقات التى لم يكن مشغولا فيها بالقرآن .
قول : 16 ( عبد السلام إلخ ) : هو شيخ أبي الحسن الشاذلي ، وناهيك بشيخٍ ، الشاذلي تلميذه ، ومشيش بشينين معجمتين وأوله ميم أوباء موحدة وأخبرنا الأستاذ الشارح عن والده المذكور ، أن زوجته كانت تدخل عليه فتجد عنده شموعاً موقدة في أوقات الظلام ، فتسأله عن ذلك فيقول : إنها أنوار الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم ، وأخبرنا أيضاً أنهم كانوا في ضيق عيش فتوضع الصحفة فيها الطعام القليل بين يديه ، فيقرأ عليها سورة قريش ، فيبارك فيها ويأكل منها الناس الكثيرون . قال الشيخ فصرت أقرأ تلك السورة على الأبواب المغلقة فتفتتح بغير مفتاح ، فشاع عنى وأنا صغير أني أفتح الأبواب بغير مفتاح .
قوله : 16 ( وعمري نحو عشر سنين ) : فيكون مولد الشيخ سنة ثمان وعشرين ومائة ، وكانت وفاته ليلة الجمعة لثمان خلون من ربيع الأول سنة مائتين وواحد بعد الألف ؛ فسنه ثلاث وسبعون سنة ، ودفن بمشهده المشهور بالكعكيين ، وكراماته في الحياة وبعد الممات أظهر من الشمس في رابعة النهار . وأقول كما قال بعض العارفين : (
لي سادة من عزهم ** أقدامهم فوق الجباه إن لم أكن منهم فلي
** في حبهم عز وجاه ) قوله : 16 ( وشوهدت له كرامات ) : قد تقدم لك بعضها .
قوله : 16 ( الحمد لله ) : لما افتح بالبسملة افتتاحاً حقيقياً افتتح بالحمد له افتتاحاً إضافيّاً ، وهو ما تقدم على الشروع في المقصود بالذات جمعاً بين حديثي البسملة والحمدلة ، وحمل البسملة على الابتداء الحقيقي . والحمدلة على الابتداء الإضافي لموافقة القرآن العزيز ، ولقوة حديث البسملة على حديث الحمدلة ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم ) ، وهناك أوجه أخر مشهورة لدفع التعارض .
وجملة الحمد لله إلى آخر الكتاب مقول القول في محل نصب لأن القول لا ينصب إلا الجمل أو المفرد الذي في معنى الجملة ، أو المفرد الذي قصد لفظه ما لم يجر مجرى الظن ، فينصب المفردات كما هو معلوم من قول ابن مالك : (
وكتظنّ اجعل تقولُ إن وَلي ** مستفهماً به ولم ينفصل )
إلى أن قال (
وأجري القول كظن مطلقا ** عند سُليم نحو قل ذا مشفعا )
وأل فيه قيل للجنس وقيل للاستغراق وقيل للعهد وهو حمد المولى نفسه بنفسه أزلا ، لأنه لما علم عجز خلقه عن أداء كنه حمده حمد نفسه بنفسه أزلا ، ثم أمرهم أن يحمدوه بذلك الحمد ، واللام في لله قيل للملك أو للاستحقاق أو للتعليل ، فعلى الأول معناه جميع المحامد
____________________

الصفحة 7