كتاب بلغة السالك = حاشية الصاوي - العلمية (اسم الجزء: 1)

مملوكة لله ، وعلى الثانى مستحقة لله ، وعلى الثالث ثابتة لأجله ، وجملة الحمد خبرية لفظاً إنشائية معنى ، وكانت اسمية للدلالة على الثبوت والدوام واقتداء بالكتاب العزيز ، وأصل الحمد لله أحمد حمد الله فحذف الفعل لدلالة المصدر عليه فبقى حمد لله ، ثم عدل من النصب إلى الرفع لدلالة الثبوت والدوام ، فصار حمد لله ثم أدخلت الألف واللام لقصد الاستغراق أو الجنس أو العهد كما تقدم . قال الفاكهانى في شرح الرسالة : ويستحب الابتداء بها لكل مصنف ومدرس وخطيب وخاطب ومتزوج ومزوج ، وبين يدي سائر الأمور المهمة ، وكذا الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ا هـ باختصار .
قوله : 16 ( هو الوصف إلخ ) : شروع في معنى الحمد والشكر اللغويين ، ولم يتعرض لمعناهما الاصطلاحيين ، ومعلوم أن الحمد الاصطلاحي هو الشكر اللغوي ، والشكر الاصطلاحي هو صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه إلى ما خلق لأجله ، وإنما اقتصر الشارح على المعنى اللغوي في كل لأنه الذي يحمل عليه الشرع إذ لم يكن له اصطلاح خاص ، وأما قولهم الحمد اصطلاحاً والشكر اصطلاحاً ، فالمراد اصطلاح الناس لا اصطلاح الشرع ، فإنه موافق للمعنى اللغوي في كلّ ، ومعنى الوصف الذكر وهذا التعريف سالم من جميع ما يرد على التعريف المشهور ، لأن قوله الوصف بالجميل يشمل أقسام الحمد الأربعة المشهورة ، وظهر من هذا التعريف أن مورد الحمد خاص ومتعلقة عام ، ومورد الشكر عام ، ومتعلقة خاص لتقييده بقوله لإنعامه ، والنسب بين المعاني الأربعة معلومة .
قوله : 16 ( اختيارياً أم لا إلخ ) : تعميم في المحمود به إشارة إلى أنه لا يشترط أن يكون اختياريّاً ، وقوله على فعل جميل اختيارى هو المحمود عليه ، وفيه إشارة إلى أنه يشترط أن يكون اختياريّاً ا هـ من تقرير الشارح .
قوله : 16 ( واجب بالشرع ) : أي لا بالعقل خلافاً للمعتزلة الذين حكموا العقل في الحسن والقبح ، بل الحسن ما حسنه الشرع ، والقبيح ما قبحه الشرع ، ومعنى كونه واجباً أنهه يتحتم على كل مكلف اعتقاد أن كل نعمة ظهرت في الدنيا والآخره فهى منه تعالى ، بل هذا من عقائد الإيمان ، ومن اعتقد خلاف ذلك فهو كافر ، وأما شكر الأعضاء الظاهرية فتارة تكون واجبة وتارة تكون مندوبة على حسب ما أمر الشارع كما هو المعلوم من الشرع .
قوله : 16 ( بكسر اللام ) : أي مع ضم الميم اسم فاعل ، وأما بفتحهما فهو المالك أو المعتق أو الصاحب أو القريب ، وأما بضم الميم وفتح الللام فهو المعطى اسم المفعول .
قوله : 16 ( بكسر النون ) : وأما بضمها فالفرح والسرور وبفتحها التنعم . قال تعالى { ونعمة كانوا فيها فاكهين } قوله الملائكة : أي
____________________

الصفحة 8