كتاب أسهل المدارك «شرح إرشاد السالك في مذهب إمام الأئمة مالك» (اسم الجزء: 1)
فضجت ضيوف الله بالذكر والدعا ... وكبرت الحجاج حين رأيناه
وقد كادت الأرواح تزهق فرحة ... لما نحن من عظم السرور وجدناه
فطفنا به سبعا رملنا ثلاثة ... وأربعة مشيا كما قد أمرناه
كذلك طاف الهاشمي محمد ... طواف قدوم مثل ما طاف طفناه
وسالت دموع من غمام جفوننا ... على ما مضى من عظم ذنب كسبناه
ونحن ضيوف الله جئنا لبيته ... نريد القرى نبغي من الله حسناه
فنادى بنا أهلا ضيوفي تباشروا ... وقروا عيونا فالحجيج قبلناه
فيا مرحبا بالقادمين لبيتنا ... إلي حججتم لا لبيت بنيناه
علي الجزا مني المثوبة والرضى ... ثوابكم يوم الجزا أتولاه
فطيبوا سرورا وافرحوا وتباشروا ... وتيهوا وهيموا بابنا قد فتحناه
ولا ذنب إلا قد غفرناه عنكم ... وما كان من عيب عليكم سترناه
ومن بعد ما طفنا دخلناه دخلة ... كأنا دخلنا الخلد حين دخلناه
ونلنا أمانة الله عند دخوله ... كذا أخبر القرآن فيما قرأناه
فهذا الذي نلنا بيوم قدومن ... وأول ضيق للصدور شرحناه
وصلى بأركان المقام حجيجنا ... وفي زمزم ماء طهورا وردناه
وفيه الشفا فيه بلوغ مرادنا ... لما نحن ننويه إذا ما شربناه
وبين الصفا والمروة الوفد قد سعى ... فإن تمام الحج تكميل مسعاه
فسبعا سعاها سيد الرسل قبلنا ... ونحن تبعناه فسبعا سعيناه
نهرول في أثنائها كل مرة ... فهاذاك من فعل الرسول فعلناه
كذلك ما زلنا نحاول سيرنا ... نهارا وليلا عيسنا ما أرحناه
إلى أن بدا إحدى المعالم من منى ... وهب نسيم بالوصال نشقناه
الصفحة 477
527