كتاب شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية (اسم الجزء: 1)

وورد في حديث ضعيف «العنكبوت شيطان مسخه الله فاقتلوه» (¬1) .
فائدة لطيفة: روى أبو نعيم في الحلية في ترجمة مجاهد أنه قال في قوله تعالى ?أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ المَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ? [النساء: 78] أنه قال: كان فيمن كان قبلكم امرأة وكان لها أجير فولدت جارية، وقالت لأجيرها: اقتبس لنا ناراً، فخرج فوجد بالنار رجلاً فقال: ما ولدت هذه المرأة؟ فقال: جارية، فقال: أما إن هذه الجارية لا تموت حتى تبغي بمائة رجل ويتزوجها أجيرها ويكون موتها بالعنكبوت، فقال الأجير في نفسه: فأنا والله ما أريد هذه بعد أن تبغي بمائة رجل، لأقتلها وأخذ شفرة ودخل وشق بطن الصبية وخرج على وجهه، فركب البحر فخيط بطن الصبية وعولجت، فشفيت وشبت، فكانت تبغي ساحلاً من سواحل البحر فأقامت هناك تبغي، ولبث الرجل ما شاء الله ثم قدم ذلك الرجل ساحل البحر ومعه مال كثير فقال لامرأة من أهل ساحل البحر: اختاري لي امرأة في القرية أتزوج بها، فقالت: هاهنا امرأة من أجمل الناس ولكنها تبغي، قال: آتيني بها، فأتتها فقالت: قد قدم رجل له مال كثير وقال لي: كذا، فقلت: كذا، فقالت: إني تركت البغاء ولكن إذا أراد تزوجته قال: فتزوجها فوقعت منه موقعاً، فبينما هو يوم عندها إذا أخبرها بأمره فقالت: أنا تلك الجارية وأرته الشق في بطنها، وقد كنت أبغي فما أدري بمائة أو أكثر أوأقل، قال: فإنه قال لي: يكون موتها بالعنكبوت، قال: نبني لها برجاً في الصحراء وشيده، فبينما هو يوماً في ذلك البرج إذا عنكبوت في السقف، فقال: هذا عنكبوت، فقالت: هذا يقتلني، لا يقتله أحد
¬_________
(¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/313، ترجمة 1799 مسلمة بن علي أبو سعيد الخشني الشامي) وهذا الرجل هو آفة الحديث التي من أجلها عد ضعيفاً كما بين المصنف.
قال ابن عدي: قال يحيى بن معين: مسلمة بن علي ليس بشيء، وعن حماد قال: قال البخاري: مسلمة بن علي أبو سعيد الخشني الشامي منكر الحديث عن الأوزاعي، وقال النسائي مسلمة بن علي الخشني متروك الحديث، وذكر جملة من أحاديثه ومنها هذا الحديث وقال في آخر ترجمته: ولمسلمة غير ما ذكرت من الحديث وكل أحاديثه ما ذكرته وما لم أذكره كلها أو عامتها غير محفوظة.
وترجم له الذهبي في الميزان (6/423، ترجمة 8533) وقال: واه حدث عن يحيى بن الحارث الذماري وجماعة، تركوه، قال دحيم: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: لا يشتغل به، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك.

الصفحة 141