كتاب شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية (اسم الجزء: 1)

لك بنتاً تسمى عائشة زوجني الله بها في السماء، وأمرك أن تزوجني بها في الأرض قال: إنها صغيرة فقال: لو لم تكن صالحة ما زوجنيها الله، فعقد النكاح ورجع أبو بكر إلى منزله وأرسل مع عائشة طبقاً من التمر وقال: قولي له: هذا الذي سأل عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا أدري هل يصلح فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبرته بذلك فقال يا عائشة: قبلنا ثم قبلنا.
ومنها: أنها قالت يا رسول الله أدع الله أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر فرفع يده حتى رأت بياض إبطيه وقال: «اللهم اغفر لعائشة بنت أبي بكر مغفرة ظاهرة وباطنة، لا تغادر ذنباً ولا تكسب بعدها خطيئة ولا إثماً» ثم قال: «يا عائشة» قلت: إي والذي بعثك بالحق فقال: «والذي بعثني بالحق ما خصصتك بها من بين أمتي، وإنها لصلاتي في الليل والنهار، لمن مضى منهم ومن بقي إلى يوم القيامة، فأنا أدعو لهم والملائكة يؤمنون على دعائي» (¬1) .
ومن فضائلها كما قاله في نزهة المجالس: ما روي عن النعمان بن بشير قال: جاء أبو بكر يوماً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأذن فأذن له في الدخول، فوجد عائشة رافعة صوتها فغضب وقال: يا بنت أم رومان ترفعين صوتك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأراد ضربها، فحال النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبينها، فلما خرج أبو بكر جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يتراضاها ويقول: ألا ترين قد حلت بينك وبينه، ثم عاد أبو بكر فوجد النبي - صلى الله عليه وسلم - يتراضاها ويضاحكها فقال
¬_________
(¬1) أخرجه ابن حبان في صحيحه (16/47، رقم 7111) عن عائشة بلفظ: «أنها قالت: لما رأيت من النبي - صلى الله عليه وسلم - طيب نفس قلت: يا رسول الله ادع الله لي فقال: اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر ما أسرت وما أعلنت، فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك، قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيسرك دعائي؟ فقالت: وما لي لا يسرني دعاؤك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: والله إنه لدعائي لأمتي في كل صلاة» .
ورواه أيضاً: البزار كما في مجمع الزوائد (9/244) قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي وهو ثقة.
ووقع عند ابن أبي شيبة في المصنف (6/390، رقم 32285) أن الذي طلب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدعاء أبويها وهو من رواية أبو بكر بن حفص قال: جاءت أم رومان وهي أم عائشة وأبو بكر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالا: يا رسول الله ادع الله لعائشة دعوة نسمعها فقال عند ذلك: «اللهم اغفر لعائشة ابنة أبي بكر مغفرة واجبة ظاهرة وباطنة» .
ورواه الديلمي في الفردوس (1/498، رقم 2032) عن عائشة بلفظ: «اللهم اغفر لعائشة مغفرة ظاهرة وباطنة واسعة محللة لا تغادر دنساً ولا تكتسب بها إثماً» .

الصفحة 160