كتاب شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية (اسم الجزء: 1)

الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ? [الشعراء: 194] .
الثاني: أنه سبحانه وتعالى ذكره قبل سائر الملائكة في القرآن في قوله تعالى ?قُلْ مَن كَانَ عَدُواًّ لِّجِبْرِيلَ? [البقرة: 97] .
والثالث: أن الله تعالى جعله ثاني نفسه قال تعالى ?فإن اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ? [التحريم: 4] .
الرابع: سماه روح القدس كما قال تعالى في حق عيسى ?إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ القُدُسِ? [المائدة: 110] .
الخامس: أنه تعالى مدحه بصفات ستة فقال له: ?إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي العَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ? [التكوير: 19، 20، 21] الوصف الأول: «رسول» فهو رسول الله إلى جميع الأنبياء، فجميع الأنبياء والرسل أمته.
الوصف الثاني: «كريم» وكرمه على ربه أن جعله واسطة بينه وبين أشرف عباده وهم الأنبياء.
الوصف الثالث: «ذي قوة عند ذي العرش» وبلغ من قوته أنه قلع مدائن قوم لوط بما اتصل بها من الجبال دفعه واحدة إلى السماء وقلبها، ويشاركه غيره من الملائكة في القوة كإسرافيل، وإن بلغ من القوة أنه بنفخه واحدة منه في الصور يصعق من في السماوات والأرض، وبالنفخة الثانية يعودون أحياء، فاعرف عظيم هذه القدرة وحملة العرش العظيم، الذي السموات والأرض وما فيها بالنسبة إلى العرش كحلقة ملقاة في أرض فلاة، ومع هذه يحمله ثمانية كما نطق بذلك القرآن فأي قوة أعظم من هذه القوة.
الوصف الرابع: «مكين» ومكانته عند الله أنه جعله ثاني نفسه في قوله ?فإن اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ?.
الوصف الخامس: «مطاع» ووصف ذلك لأنه إمام الملائكة ومقتداهم.
الوصف السادس: «أمين» ووصف بذلك هنا، وفي آية أخرى وهي ?نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ? [الشعراء: 194] لأنه أمين الله بينه وبين رسله كما تقدم.
فائدة أخرى: في الحديث دلالة على إثبات الملائكة والرد على من أنكرهم من الملاحدة والفلاسفة، وقد نقل إلينا بالتواتر عن الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- بإجماعهم أثبتوا الملائكة قال - صلى الله عليه وسلم -: «أطت السماء أي: صوتت وحق لها أن

الصفحة 180