كتاب شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية (اسم الجزء: 1)

الله قريب من الناس قريب من الجنة بعيد من النار، والبخيل بعيد عن الله بعيد عن الناس بعيد من الجنة قريب من النار، ولجاهل سخي أحب إلى الله تعالى من عابد بخيل» (¬1) ، وفي رواية «من العالم البخيل» .
فائدة: اختلف العلماء في البخيل من هو؟
فنقل الرافعي عن صاحب «التتمة» : أن البخيل من لا يؤدي الزكاة، ولا يقري الضيف.
وقال الأسنوي: العرف يقتضي أن البخيل من لا يقري الضيف.
فعلى القول الأول كان من أدى لزكاة ماله وقرى الضيف فليس ببخيل، ومن لم يفعل شيئاً من ذلك فهو بخيل، وعلى القول الثاني من قرى الضيف وإن لم يؤدي زكاة ماله فليس ببخيل.
واختلف العلماء في البخل والشح فقيل: هما بمعنى واحد، وفرق بعض العلماء بينهما فقال: البخل أن يبخل بما في يده، والشح أن يؤد ما في أيدي الناس في يده بالحل والحرمة.
والسخاء والكرم سبب لستر العيوب، والبخل والشح سبب جالب لكشفها كما أشار إليه بعضهم بقوله:
ويظهر عيب المرء في الناس بخله ... ويستره عنهم جميعاً سخاؤه
تغط بأثواب السخاء فإنني ... أرى كل عيب فالسخاء غطاؤه
خاتمة لطيفة مناسبة: قال الشبلي قال لي خاطري يوماً: أنت بخيل فقلت: ما أنا بخيل فقال: نعم أنت بخيل، فنوديت أن أول شيء يفتح أن أرفعه لأول فقير ألقاه، فما
¬_________
(¬1) أخرجه الترمذي في سننه (4/342، رقم 1961) وقال: غريب.
وأخرجه أيضاً ابن عدي (3/403) ، والبيهقي في شعب الإيمان (7/429، رقم 10851) جميعاً عن أبي هريرة.
وروي من طريق أخرى عند البيهقي في شعب الإيمان (7/428، رقم 10848) عن جابر بن عبد الله.
وأخرجه أيضاً: البيهقي في شعب الإيمان (7/428، رقم 10847) والطبراني في المعجم الأوسط (3/27، رقم 2363) ، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/27) : فيه سعيد بن محمد الوراق وهو ضعيف.

الصفحة 348