كتاب شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية (اسم الجزء: 1)

يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه» (¬1) .
وكان - رضي الله عنه - آدم اللون ذا ضفيرتين محفياً لشاربه مزاحاً، وكان ينزل بذي الحليفة بقرب المدينة، وله دار تصدق بها على مواليه.
قال إمامنا الشافعي: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث.
ومن فضائله: أنه كان يسبح كل يوم اثنا عشر تسبيحه ويقول: أسبح بقدر ديتي يعني أن دية الآدمي اثنا عشر ألف درهم، فهو يسبح بعددها لتكون فكاكه من النار، وكان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح.
قال - رضي الله عنه -: ما وجع أحب إلىّ من الحمى لأنها تعطي كل عضو قسطه، وإن الله يعطي كل مفصل قسطاً من الأجر، وتحمل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العلم شيء كثيراً، وهو أكثر الصحابة رواية بإجماع العلماء رضي الله عنهم.
روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسة آلاف حديث وأربع وسبعون حديثاً، اتفقا على ثلاثمائه وخمسة وعشرين، وانفرد البخاري ومسلم بمائة وتسعين.
قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: قلت: ثم يا رسول الله إني أسمع منك حديثاً كثيراً فأنساه قال: «أبسط رداءك» ، فبسطته قال: فغرف بيديه ثم قال «ضمه» فضممته فما نسيت بعد ذلك من مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً (¬2) .
¬_________
(¬1) أخرجه البخاري في صحيحه (1/49، رقم 99) ، والنسائي في السنن الكبرى (3/426، رقم 5842) ، وأحمد في مسنده (2/373، رقم 8845) ، وابن منده في الإيمان (2/862، رقم 905) ، وابن أبي عاصم في السنة (2/394، رقم 825) قال محققه الألباني: إسناده جيد على كلام يسير في ابن حميد، والحديث أخرجه البخاري وابن خزيمة، والآجري وأحمد من طريق إسماعيل بن جعفر أخبرنا عمرو بن أبي عمرو ... به، وتابعه معاوية بن معتب عن أبي هريرة ... به، وأخرجه ابن خزيمة ورجاله ثقات كلهم غير معاوية بن معتب قال الحسيني: وثقة ابن حبان وهو مجهول وأقره الحافظ في التعجيل. (انتهى) ؟
ويلاحظ أن كلام الألباني خاص بكل مصدر يعزوك إليه فرب حديث صحيح عند البخاري ضعيف عند ابن خزيمة لجهالة معاوية بن معتب فتنبه هداك الله.
(¬2) أخرجه البخاري في صحيحه (1/56، رقم 119) ، والترمذي في سننه (5/684، رقم 3835) وقال: هذا حديث حسن صحيح، قد روي من غير وجه عن أبي هريرة.
ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (2/362) . وانظر: الاستيعاب (4/1771) ، والإصابة (7/436) ، وسير أعلام النبلاء (12/174) .

الصفحة 354