كتاب شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية (اسم الجزء: 1)

فنهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائه، فإنه يمسي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار» (¬1) .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، ونصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة» (¬2) .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم» (¬3) .
لطيفة: وروي عن أبي حفص النيسابوري أنه اشتغل قلبه بحب جارية، فاستشار بعض أصحابه كيف يتحيل إليها حتى يصل إليها، فأشار إليه أن يمضي إلى فلان اليهودي ليحتال له في أمرها فمضى إليه وأطلعه على حاله فأمره اليهودي أن لا يصلي أربعين يوماً ولا يعمل عملاً يرضاه الله تعالى، ففعل ذلك ثم ذهب إلى اليهودي بعد الأيام الأربعين وأعلمه بما فعل فشرع اليهودي في حيلة يحتال بها في أمره ليجمع بينه وبين الجارية، فلم يقدر على ذلك فقال اليهودي: أظن أنك قد عملت في هذه المدة شيئاً يرضاه الله تعالى من أفعال البر، فتفكر أبو حفص وقال: والله ما عملت شيئاً غير
¬_________
(¬1) أخرجه مسلم في صحيحه (2/698، رقم 1007) ، والنسائي في السنن الكبرى (6/209، رقم 10673) ، وابن حبان في صحيحه (8/173، رقم 3380) ، والبيهقي في السنن (4/188، رقم 7611) ، وفي شعب الإيمان (7/511، رقم 11161) ، وأبو الشيخ في العظمة (5/1620) ، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/820، رقم 816) جميعاً من حديث عائشة رضي الله عنها.
(¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1/307، رقم 891) ، وابن حبان في صحيحه (2/287، رقم 529) ، والترمذي في سننه (4/339، رقم 1956) وقال: وفي الباب عن ابن مسعود وجابر وحذيفة وعائشة وأبي هريرة، وهذا حديث حسن غريب.
ورواه البزار في مسنده (9/457، رقم 4070) جميعاً من حديث أبي ذر - رضي الله عنه -.
(¬3) بهذا اللفظ رواه أبو بكر البغدادي في تكملة الإكمال (1/495) عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -.
ورواه الطبراني في المعجم الصغير (2/131، رقم 907) حذيفة بن اليمان مرفوعاً بلفظ: «من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن لا يصبح ويمسي ناصحاً لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم» .
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء (3/48) ، والبيهقي في شعب الإيمان (7/361، رقم 10586) عن أنس بن مالك مرفوعاً بلفظ: «من أصبح وهمه غير الله فليس من الله، ومن أصبح لا يهتم للمسلمين فليس منهم» . قال البيهقي: إسناده ضعيف.

الصفحة 364