كتاب شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية (اسم الجزء: 1)

قال الغزالي: معناه والله أعلم أن نطق اللسان يؤثر في أعضاء الإنسان بالتوفيق والخزلان والله اعلم.
هذا المعنى ما حكي عن مالك بن دينار أنه قال: إذا رأيت قساوة في قلبك، ووهنا في بدنك، وحرمانا في رزقك، فاعلم أنك قد تكلمت بما لا يعنيك.
وروينا في كتاب الترمذي وابن ماجة عن أم حبيبة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كل كلام ابن آدم عليه إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذكر الله تعالى.
وروينا في هذا الصحيح عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة» (¬1) .
وروينا في كتاب الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من وقاه الله شر ما بين لحيية وشر ما بين رجليه دخل الجنة» (¬2) قال الترمذي حديث حسن.
وروينا في كتاب الترمذي عن معاذ - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار؟ قال: «لقد سئلت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت» ثم قال: «ألا أدلك على أبواب الخير؟» قالت: بلى قال: «الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل» ثم تلى ?تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ ... ? حتى بلغ ?يَعْمَلُونَ? [السجدة: 16، 17] ثم قال: «ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد» ثم قال: «ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟» قلت: بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه قال: «كف عليك هذا» فقلت: يا نبي الله وإنا المؤاخذون بما
¬_________
(¬1) أخرجه البخاري في صحيحه (5/2376، رقم 6109) ، والترمذي في سننه (4/606، رقم 2408) ، وأحمد في مسنده (5/333، رقم 22874) ، وأبو يعلى في مسنده (13/548، رقم 7555) ، والبيهقي في شعب الإيمان (4/235، رقم 913) عن سهلا بن سعد.
(¬2) أخرجه الترمذي في سننه (4/606، رقم 2409) عن أبي هريرة، قال الترمذي: أبو حازم الذي روى عن أبي هريرة اسمه سلمان مولى عزة الأشجعية، وهو كوفي وأبو حازم الذي روى عن سهل بن سعيد هو أبو حازم الزاهد مدني، واسمه سلمة بن دينار وهذا حديث حسن غريب.

الصفحة 377