كتاب شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية (اسم الجزء: 1)

تكلمت بالكلمة ملكتك ولا تملكنا.
فقال: بعضهم اللسان كالسبع إن لم توثقه أكلك.
وقال الغزالي في الإحياء: كان أبو بكر - رضي الله عنه - يضع في فمه حجراً ليمنع نفسه من الكلام، وكان يشير إلى لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد.
وقال ابن مسعود: والذي لا إله إلا الله هو ما شيء أحوج إلى طول السجن من اللسان.
وقال لقمان: قال لي سيدي: اذبح هذه الشاة وائتنا بأطيب ما فيها، فجاء بالقلب واللسان، وقال له مرة أخرى إذبح شاة وائتنا بأخبث لحمها، فأتى بالقلب واللسان، فقيل له في ذلك فقال: ليس في الجسد مضغتان أطيب منها إذا طابا، ولا أخبث إذا خبثا.
ونقل عن إمامنا الشافعي أنه قال: المؤمن إذا أراد أن ينور الله قلبه فليترك الكلام فيما لا يعنيه.
وقال أيضاً: ثلاثة تزيد في العقل مجالسة العلماء أو مجالسة الصالحين، وترك الكلام فيما لا يعنيه.
وقال معروف الكرخي: الكلام فيما لا يعنيك خذلان من الله.
وقال وهب بن منبه: العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت، واحدة في الهرب من الناس.
ولقد أحسن من قال:
وكم ساكن طال المنى بسكوت ... وكم ناطق يجني عليه لسان
قال سليمان - عليه السلام -: إذا كان الكلام من فضة فالصمت من ذهب.
فائدة: روى قس بن ساعده وأكتم بن صيفي اجتمعنا فقال أحدهما لصاحبه: وجد في ابن آدم من عيب فقال: عيوب ابن آدم أكثر من أن تحصى، الذي أحصيته ثمانية آلاف عيب، ووجد خصلة إن استعملها ستر العيوب، كأنه قال: ما هي؟ قال: حفظ اللسان.
وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: يا لسان قل خيراً تغنم أو أسكت تسلم من قبل أن تندم.
قيل: يا أبا عبد الرحمن هذا شيء تقوله من عندك أو شيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟

الصفحة 384