كتاب شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية (اسم الجزء: 1)

من الفوائد.
فتكفر الغيبة ونحوها بذكر الله والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقراءة القرآن وغيرها من فوائد اللسان، فإن كرم الله واسع وحلمه عظيم.
فائدة: ينبغي لمن هو فاحش اللسان أن يلازم الاستغفار فقد ورد في الحديث: شكى رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ذرب اللسان فقال: «أين أنت من الاستغفار، إني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة» (¬1) .
لطيفة: حكي عن الشبلي رحمه الله تعالى قال: مات رجل من جيراني، فرأيته في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: يا شبلي مرت بي أهوال عظيمة، وذلك أني ارتج عليَّ عند السؤال فقلت في نفسي من أين أوتي عليَّ، ألم أمت على الإسلام، فنوديت هذه عقوبة إهمالك للسانك في الدنيا، فلما أتاني الملكان حال بيني وبينهما رجل جميل الوجه طبيب الرائحة، فذكرني حجتي فذكرتها فقلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا شخص خلقت لكثرة صلاتك على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمرت أن أنصرك في كل كرب. ذكره ابن بشكوال.
فتأمل رحمك الله تعالى بركة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ونفعها في وقت الحاجة والشدة.
ورد في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من صلى علي َّفي اليوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة، سبعين من حوائج الآخرة، وثلاثين من حوائج الدنيا» (¬2) أخرجه ابن منده.
ولقد أحسن من قال:
يا من أتى ذنباً وقارف زلة ... ومن يرتجي الرحماء من الله والقربى
تعاهد صلاة الله في كل ساعة ... على خير مبعوث وأكرم من نبا
فتكفيك هماً أي هم تخافه ... وتكفيك ذنباً جئت أعظم به ذنباً
ومن لم يكن يفعل فإن دعائه ... يجد قبل أن يرقى إلى ربه حجبا
¬_________
(¬1) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (6/117، رقم 10282) ، وأحمد في مسنده (5/396، رقم 23410) ، والحاكم في المستدرك (1/691، رقم 1882) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والبيهقي في شعب الإيمان (1/439، رقم 643) عن حذيفة - رضي الله عنه -.
(¬2) رواه البيهقي في شعب الإيمان (3/111، رقم 3035) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -.

الصفحة 387