كتاب شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية (اسم الجزء: 1)

حسن الخلق، وحصل زادك ليوم معادك» (¬1) .
وقال في كتاب إيقاظ القارئ والمستمع: وقال لقمان لابنه يا بني إني موصيك بست خصال، ليس منها خصلة إلا تقربك إلى الله تعالى، وتباعدك من سخطه؛ الأولى: أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً. الثانية: الرضا بقدر الله تعالى فيما أحببت أو كرهت. الثالثة: أن تحب في الله وتبغض في الله. الرابعة: أن تحب للناس ما تحب لنفسك. الخامسة: كظم الغيظ والإحسان إلى من أساء إليك. السادسة: ترك الورى ومخالفة الهوى.
وكما ينبغي للإنسان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ينبغي له إذا رأى أخاه المؤمن صالحاً مواظباً على الطاعات تاركاً للمعاصي والمنكرات أن يحبه في الله، وإذا رآه تاركاً للطاعات، مصراً على المعاصي والمنكرات، أو مرتكباً لشيء من البدع القبيحات أن يبغضه في الله وينبغي له أن يتخذ له أحباباً وإخواناً صالحين صادقين ناصحين مخلصين في المحبة تحبهم ويحبون في الله لا لعلة ولا لغرض دنيوي، فإنهم ينفعون في الدنيا والآخرة، جاءت أخبار في فضل الحب الله والبغض في الله، وفي فضل اتخاذ الأحباب والإخوان في الله:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أفضل الأعمال الحب في الله، والبغص في الله» (¬2) .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان» (¬3) .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثة من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله
¬_________
(¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (2/157، رقم 1651) عن أبي ذر.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/216) : رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة.
(¬2) أخرجه أبو داود في سننه (4/198، رقم 4599) ، والبزار في مسنده (9/461، رقم 4076) ، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/405، رقم 394) ، والديلمي في مسند الفردوس (1/355، رقم 1429) جميعاً عن أبي ذر.
(¬3) أخرجه أبو داود في سننه (4/220، رقم 4681) ، وابن أبي شيبة في المصنف (7/130، رقم 34730) ، والطبراني في مسند الشاميين (2/239، رقم 1260) ، وفي المعجم الكبير (8/134، رقم 7613) ، وفي المعجم الأوسط (9/41، رقم 9083) ، والبيهقي في شعب الإيمان (6/492، رقم 9021) عن أبي أمامة الباهلي.
وأخرجه أحمد في مسنده (3/440، رقم 15676) عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه بنحوه.

الصفحة 394