كتاب شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية (اسم الجزء: 1)

القيامة، وجوهم كالقمر ليلة البدر، يفزع الناس ولا يفزعون، ويخاف الناس ولا يخافون، وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون» قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: «هم المتحابون في الله» (¬1) .
وينبغي أن يكثر كل من المتحابين المتواخين في الله الدعاء للآخر بظهر الغيب، وأن يقول أحدهم للآخر لا تنسانا من دعائك، فإن دعاء الإنسان لأخيه بظهر الغيب مستجاب.
فقد أخرج أبو نعيم في الحلية عن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أربعة دعوتهم مستجابة: الإمام العادل، والرجل يدعو لأخيه بظهر الغيب، ودعوة المظلوم ورجل يدعو لوالديه» (¬2) .
وأخرج الطبراني في الكبير عن أنس عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «دعوتان ليس بينهما وبين الله حجاب دعوة المظلوم، ودعوة المرء لأخيه بظهر الغيب» (¬3) .
وأخرج البخاري في الأدب عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أسرع الدعاء إجابة دعاء غائب لغائب» (¬4) .
¬_________
(¬1) لم نقف عليه.
(¬2) رواه أبو نعيم في الحلية كما في فيض القدير (1/470) عن واثلة بن الأسقع، ولم نجده بعد طول بحث عن ثوبان.
قال المناوي: وفيه مخلد بن جعفر جزم الذهبي بضعفه، وفيه محمد بن حنيفة الواسطي قال في الميزان: قال الدارقطني: غير قوي،، وفيه أيضاً: أحمد بن الفرج أورده الذهبي في الضعفاء، وضعفه أبو عوف.
(¬3) أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (10/152) عن ابن عباس.
قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وهو ضعيف.
وقال المنذري في الترغيب والترهيب (3/130) : رواه الطبراني وله شواهد كثيرة.
(¬4) أخرجه الخاري في الأدب المفرد (ص 218، رقم 623) عن عبد الله بن عمرو.
وأخرجه أيضاً: أبو داود في سننه (2/89، رقم 1535) ، والترمذي في سننه (4/352، رقم 1980) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والأفريقي يضعف في الحديث، وهو عبد الله بن زياد بن أنعم وعبد الله بن يزيد هو أبو عبد الرحمن الحبلي، وعبد بن حميد في مسنده (1/133، رقم 327) ، والقضاعي في مسند الشهاب (2/265، رقم 1328) ، والديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (1/369، رقم 1490) .

الصفحة 397