كتاب شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية (اسم الجزء: 1)

والصادقة.
ومنها: أن يرى لأخيه من الحق والفضل على نفسه أكثر مما يرى له أخوه.
ومنها: أن يهدي إلى أخيه المسلم مما تيسر عن طيبة نفسه، ويقبل منه ما يهدي إليه وإن قل، ويزد له حباً ويكافئه بخير من ذلك أن وجد ويشكر له ويثني عليه خيراً، ويدعو له ويقول: جزاك الله خيراً، فإنه أبلغ الثناء والدعاء، ولا يكتم صنيعه.
ومنها: أن يزور أخاه المسلم غباً إن خاف سآمته، أو كل يوم إن من ذلك طالباً بذلك جزيل الثواب من الله.
ومنها: أنه إذا أتى باب أخيه استأذن الدخول عليه، ولا يقوم قبالة الباب ويستأذن ثلاثاً يقول: في كل مرة السلام عليكم يا أهل البيت، أيدخل فلان ويمكث بعد كل مرة مقدار يفرغ الأكل والمتوضئ والمصلي بأربع، فإذا أذن له وإلا رجع سالماً، وإذا نودي من داخل البيت: من على الباب لا يقول: أنا، فإنه ليس بجواب بل يقول: فلان.
قال النووي في الأذكار: ويستحب استحباباً مؤكداً زيارة الصالحين والإخوان، والجيران والأصدقاء والأقارب وغيرهم، وإكرامهم وبرهم وصلتهم، وينبغي أن يكون زيادته لهم على وجه لا يكرهون وفي وقت يرتضونه.
وقد ورد في فضل زيارة الإخوان في الله في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد على مدرجته أي: على طريقه ملكاً قال أين تريد؟ قال: أريد أخاً في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربها أي: تحفظها وترعاها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى قال: فإني رسول الله تعالى إليك فإن الله قد أحبك كما أحببته فيه» (¬1) .
وفي كتاب الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة أيضاً قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من عاد مريضاً أو زار أخاً له في لله تعالى نادى مناد: أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً» (¬2) .
¬_________
(¬1) أخرجه مسلم في صحيحه (4/1988، رقم 2567) عن أبي هريرة.
وأخرجه أيضاً: البخاري في الأدب المفرد (ص 128، رقم 350) ، وأحمد في مسنده (2/462، رقم 9959) ، وابن حبان في صحيحه (2/331، رقم 572) .
(¬2) أخرجه الترمذي في سننه (4/365، رقم 2008) عن أبي هريرة، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وابن ماجه في سننه (1/464، رقم 1443) .
وأخرجه أيضاً: البخاري في الأدب المفرد (ص 126، رقم 345) ، وأحمد في مسنده (2/344،
رقم 8517) ، وابن حبان في صحيحه (7/228، رقم 2961) ، وعبد بن حميد في مسنده (1/423، رقم 1451) ، وابن المبارك في الزهد (ص 246، رقم 708) ، والبيهقي في شعب الإيمان (6/493، رقم 9026) .

الصفحة 401