كتاب شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية (اسم الجزء: 1)

ما يصنع العبد بعز الغنى ... والعز كل العز للمتقي
لطيفة: نزل ضيف على سليمان الفارسي ولم يكن عنده شيء، فخرج إلى الصحراء فوجد ظباء وطيور فأشار إلى ظبي وطير فاقبلا فقال: الضيف سبحان الله قد سخر لك الظباء والطير فقال سلمان: هل رأيت عبدا أطاع الله فعصاه شيء.
لطيفة أخرى: خرج شاب بالمدينة لصلاة العشاء في أيام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فرأته امرأة فعرضت نفسها عليه فتبعها إلى منزلها، ثم تذكر قوله تعالى: ?إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ? [الأعراف: 201] أي: خطرة ونزعة من الشيطان، ?تَذَكَّرُوا? أي: تذكروا أنهم وقع منهم شيء يغضب الله تعالى، فلما قرأ الشاب هذه الآية وقع مغشياً عليه فطرحته المرأة على باب دراها، فخرج أبوه فلما أفاق سأله عن حاله فقص حاله على أبيه، فلما قرأ الآية ثانياً خرجت روحه فلما دفنوه بلغ ذلك عمر، فوقف على قبره وناداه: يا فلان ?وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ? [الرحمن: 46] فأجابه من القبر يا عمر قد أعطاينهما ربي بفضله.
* * *

الصفحة 465