كتاب شرح طيبة النشر للنويري (اسم الجزء: 1)

القاصر، وإن كان [هذا] (¬1) الزمان قد راجت فيه بضاعة هذا التصنيف (¬2) فقد انقرض العلم وجاء التحريف، ولكن أوجب هذا موت العلماء الأخيار وقوله صلى الله عليه وسلم: «من تعلّم علما وكتمه من النّاس ألجمه الله بلجام من نار» (¬3).
وسؤالى لكل من وقف [عليه] (¬4) ورأى [فيه] (¬5) ما يعاب أن ينظر بعين الرضا
¬__________
(¬1) سقط فى ز.
(¬2) فى م: التأليف.
(¬3) أخرجه أحمد (2/ 263، 305، 344، 353، 499، 508) والطيالسى (2534) وأبو داود (2/ 345) كتاب العلم باب كراهية منع العلم (3658) والترمذى (4/ 387) كتاب العلم باب ما جاء فى كتمان العلم (2649) وابن ماجة (1/ 240) فى المقدمة باب من سئل عن علم فكتمه (261) وابن حبان (95) والطبرانى فى الصغير (160، 315، 452) وفى الأوسط (2311، 2346، 3553) والحاكم (1/ 101) والخطيب فى تاريخه (2/ 268) وابن عبد البر فى التمهيد (1/ 4، 5) وابن الجوزى فى العلل (1/ 102) من طريق عطاء بن أبى رباح عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من سئل عن علم علمه ثم كتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار».
وأخرجه ابن ماجة (264) من طريق يوسف بن إبراهيم عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار» وذكره البوصيرى فى الزوائد (1/ 117) وقال:
هذا إسناد ضعيف فيه يوسف بن إبراهيم قال ابن حبان: روى عن أنس ما ليس من حديثه لا تحل الرواية عنه، وقال البخارى: صاحب غرائب. انتهى.
وأخرجه ابن الجوزى فى العلل المتناهية (1/ 101) من ثلاث طرق ضعفها جميعا.
وأخرجه ابن حبان (96) والحاكم (1/ 102) والخطيب فى تاريخه (5/ 38 - 39) وابن الجوزى فى العلل المتناهية (1/ 99) من طريق عبد الله بن وهب عن عبد الله بن عياش عن أبيه عن أبى عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة».
قال الحاكم: هذا إسناد صحيح من حديث المصريين على شرط الشيخين وليس له علة. ووافقه الذهبى على تصحيحه.
قلت: ولا يلتفت إلى قول ابن الجوزى: أن فى إسناده عبد الله بن وهب الفسوى قال ابن حبان دجال يضع الحديث لأن عبد الله بن وهب المذكور فى هذا الإسناد وهو القرشى وليس الفسوى كما قال، والقرشى ثقة حافظ، والحديث صحيح على شرط الشيخين كما مر.
وأخرجه ابن ماجة (265) وابن الجوزى فى العلل المتناهية (1/ 99 - 100) من طريق محمد ابن داب عن صفوان بن سليم عن عبد الرحمن بن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كتم علما مما ينفع الله به فى أمر الناس، أمر الدين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من النار».
وذكره البوصيرى فى الزوائد (1/ 118) وقال: هذا إسناد ضعيف فيه محمد بن داب كذبه أبو زرعة وغيره ونسب إلى وضع الحديث.
والحديث له طريق آخر عند ابن الجوزى ولكن فى إسناده يحيى بن العلاء قال أحمد عنه: كذاب يضع الحديث.
وفى الباب عن غير ما ذكرت: عبد الله بن مسعود وابن عباس وابن عمر وجابر وعمرو بن عبسة وطلق بن على.
انظرها جميعا فى العلل المتناهية لابن الجوزى (1/ 96 - 107).
(¬4) سقط فى د.
(¬5) زيادة من ص، د.

الصفحة 31