أما الأول فكثيرا ما يستعمل الزحافات المتقدمة (¬1).
وأما الثانى (¬2) فكثيرا ما يحذف من اللفظ شيئا، إما حركة أو حرفا (¬3) أو أكثر (¬4) منه، فالحركة؛ كقوله فى الإدغام:
حجّتك بذل قثم فلذا (¬5) سكنت الكاف (¬6)، [وهو كثير فى كلامه] (¬7)، وهذا (¬8) كثير فى كلامهم؛ كقوله:
... ... ... وقد بدا هنك من المئزر (¬9)
¬__________
يريد: ابن هوبر.
والتقديم والتأخير منحصر فى تقديم حرف على حرف، نحو: شواعى، فى شوائع.
وفى تقديم بعض الكلام على بعض، وإن كان لا يجوز ذلك فى الكلام؛ تشبيها بما يجوز ذلك فيه، نحو قوله:
لها مقلتا أدماء طل خميلة ... من الوحش ما تنفك ترعى عرارها
التقدير: لها مقلتا أدماء من الوحش ما تنفك ترعى خميلة طل عرارها.
والبدل: منحصر فى إبدال حرف من حرف، نحو إبدال الياء من الباء فى: أرانب، جمع أرنب؛ تشبيها لها بالحروف التى يجوز ذلك فيها.
وفى إبدال حركة من حركة، نحو إبدال الكسرة التى قبل ياء المتكلم فى غير النداء؛ تشبيها بالنداء، نحو قوله:
أطوف ما أطوف ثم آوى ... إلى أما ويروينى النقيع
يريد: إلى أمى.
وإبدال كلمة من كلمة، نحو قوله:
وذات هدم عار نواشرها ... تصمت بالماء تولبا جدعا
فأوقع التولب، وهو ولد الحمار على الطفل؛ تشبيها له به.
ينظر: المقرب ص (556).
(¬1) فى د: الزحاف المتقدم.
(¬2) فى د: وأما القافية.
(¬3) فى ص: إما حرفا أو حركة.
(¬4) فى ص: أو أكبر.
(¬5) فى م: فلذلك.
(¬6) فى د: فسكن الكاف، وفى ص: فأسكنت الكاف.
(¬7) ما بين المعقوفين سقط فى ص، د.
(¬8) فى م: وهكذا، وفى ص: وهو.
(¬9) عجز بيت وصدره:
رحت وفى رجليك عقالة ... ... ... ...
وهو ثلث أبيات للأقيشر الأسدي قال صاحب الأغانى وغيره: سكر الأقيشر يوما فسقط، فبدت عورته وامرأته تنظر إليه، فضحكت منه وأقبلت عليه تلومه وتقول له: أما تستحى يا شيخ من أن تبلغ بنفسك هذه الحالة! فرفع رأسه إليها وأنشأ يقول:
تقول: يا شيخ أما تستحى ... من شربك الخمر على المكبر
فقلت: لو باكرت مشمولة ... صهبا كلون الفرس الأشقر
واستشهد به على أن تسكين «هن» فى الإضافة للضرورة، وليس بلغة.