طُرُقٌ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَكُلُّهَا مَعْلُولَةٌ1
__________
= الزبير، عن جابر به.
فالظاهر أن جابر الجعفي سقط من إسنادي ابن أبي شيبة، وأحمد، أو أن الحسن بن صالح اضطرب في إسناده.
وللحديث طرق أخرى عن جابر:
- الطريق الأول:
أخرجه محمد بن الحسن الشيباني في " الآثار" "1/167- 170"، والدارقطني "1/323": كتاب الصلاة: باب من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة "1"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/217": كتاب الصلاة ة باب القراءة خلف الإمام، والبيهقي "2/159" من طريق أبي حنيفة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد عن جابر مرفوعاً.
قال الدارقطني: لم يسنده عن موسى بن أبي عائشة غير أبي حنيفة، والحسن بن عمارة، وهما ضعيفان.
ثم أخرجه من طريقهما "1/325" وقال: الحسن بن عمارة متروك الحديث.
وقال الدارقطني: وروى هذا الحديث سفيان الثوري، وشعبة وإسرائيل بن يونس، وشريك، وأبو خالد الدالاني، وأبو الأحوص، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد وغيرهم، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، مرسلاً عن عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الصواب.
وقد رجح هذا الإمام أبو حاتم الرازي، فقال ابنه في "العلل " "1/104- 105"، رقم "282": ذكر أبي حديثاً رواه الثوري عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "من كان له إمام، فقراءة الإمام له قراءة"، قال أبي: هذا يرويه بعض الثقات عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد اللَّه بن شداد، عن رجل من أهل البصرة قال أبي: ولا يختلف أهل العلم أن من قال موسى بن أبي عائشة، عن جابر أنه قد أخطأ، قال أبو محمد- يعني ابن أبي حاتم- قلت: الذي قال عن موسى بن أبي عائشة، عن جابر فأخطأ هو النعمان بن ثابت- يعني أبا حنيفة- قال: نعم.
وقال البيهقي في " المعرفة" "2/50": رواه سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وسفيان بن عيينة، وأبو عوانة، وجماعة من الحفاظ عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً ا. هـ.
قلت: وكلام أبي حاتم، والدارقطني، والبيهقي يؤكد خطاً رواية أبي حنيفة، والحسن بن عمارة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن جابر مرفوعاً.
والصواب عن عبد الله بن شداد مرسلاً.
- الطريق الثاني:
أخرجه الطحاوي "1/218": كتاب الصلاة: باب القراءة خلف الإمام، والدارقطني "1/327": كتاب الصلاة: باب من كان له إمام ... "9" من طريق يحيى بن سلام، ثنا مالك، ثنا وهب بن كيسان، عن جابر مرفوعاً بلفظ: "كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج إلا أن يكون وراء إمام".
وقال الدارقطني: يحيى بن سلام ضعيف، والصواب موقوف.
قلت: لكنه توبع على هذا الحديث.
فقد أخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" كما في "نصب الراية ""2/10"، من طريق عاصم بن عصام، عن يحيى بن نصر بن حاجب، عن مالك، عن وهب بن كيسان به.
قال الدارقطني: هذا باطل لا يصح عن مالك، ولا عن وهب بن كيسان، وفيه عاصم بن عصام لا يعرف. ا. هـ.
أما الموقوف، والذي صوبه الدارقطني.