كتاب الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 1)

ترجمة أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش الكاهلي:
مولاهم، الكوفي، أحد الأعلام الحفاظ القراء، رأى أنس بن مالك يبول، وروى عن عبد الله بن أبي أوفى حديثًا، وقيل لم يسمع منه، وزيد بن وهب، وأبي وائل1، وغيرهم من كبار التابعين، وروى عنه شعبة الثوري، ووكيع، وغيرهم، اتفقوا عليه، قال ابن المدني2: له نحو ألف وثلاثمائة حديث، قال عمرو بن علي: كان يسمَّى المصحف لصدقه.
توفي سنة 148 ثمان وأربعين ومائة، عن أربع وثمانين3، كان يقارب بالزهري في الحجاز، بعث إليه هشام بن عبد الملك أن يكتب له مناقب عثمان ومساوئ عليّ فأجابه: لو كان لعثمان مناقب أهل الأرض ما نفعتك, ولو كان لعليّ مساوئ أهل الأرض ما ضرتك, فعليك بخويصة نفسك والسلام.
ومن فقه الأعمش الذي شذَّ فيه إباحته الأكل بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس, ويجتج بأن انتهاء اليوم من غروب الشمس, فيقاس عليه ابتداؤه من طلوعها, وذلك وقت كمال تبين الخيط الأبيض من الأسود، وكان في الأعمش دعابة؛ دخل عليه أبو حنيفة يعوده فقال له الأعمش: إنك لثقيل على قلبي وأنت في بيتك, فكيف إذا زرتني, فسكت عنه أبو حنيفة، فلما خرج قيل له: لم سكت عنه, قال: وماذا أقول في رجل ما صام ولا صلى في دهره, يعني به: أكله بعد الفجر الثاني قبل طلوع الشمس, وكان لا يغتسل من الإنزال, نقله الفخر الرازي في سورة البقرة من تفسيره.
__________
1 شقيق بن سلمة.
2 علي بن عبد الله.
3 أبو محمد بن سليمان بن مهران الأعمش الكاهلي: أبو محمد، الأسدي الكاهلي الكوفي الأعمش.
تقريب التهذيب "1/ 331، 332"، تهذيب التهذيب "4/ 222", تهذيب الكمال "1/ 546، 469"، الكاشف "1/ 401"، الخلاصة "1/ 419"، الطبقات الكبرى "6/ 243"، التاريخ الصغير "2/ 91"، الميزان "2/ 224"، جامع المسانيد "2/ 466"، الأنساب "5/ 380، 302".

الصفحة 487