كتاب الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 1)

الفرائض، وكتاب الوصايا، غير أن كتبه وآراءه في درجة ثانية عندهم، والمعتمد كتب محمد بن الحسن، كما أن درجته عند أهل الحديث كذلك، توفي سنة "204" أربع ومائتين1.
وكلٌّ من زفر والحسن بن زياد يعتبر مجتهدًا مطلقًا كأبي يوسف، ومحمد بن الحسن، ولم تكن نسبتهم إلى أبي حنيفة إلّا كنسبة الشافعي إلى مالك, أو ابن حنبل إلى الشافعي, إلّا أن هذين كتبت أقوالهما مفردة ولم يخلط قول أحد منهم بمن قبله, بخلاف الأربعة مع أبي حنيفة, فإنها قد امتزجت، وإن كان بعض الحنفية يزعم أنهم مقلدون لأبي حنيفة، نعم كلٌّ أربعة يقال فيه مجتهد منتسب لانتسابه لإمامه انتساب المتعلم للمعلم لا المقلد المقلده؛ إذ التقليد لم يكن انتشر بين العلماء إذ ذاك، أشار لذلك الدهلوي2، وغيره، فهؤلاء الأربعة أشهر الذين نشروا مذهب أبي حنيفة ودونوا أقواله, وقاموا بنصرة البعض أو الجل منها.
__________
1 الحسن بن زياد اللؤلؤي الأنصاري: تاريخ بغداد "7/ 314"، والجواهر المضية "1/ 193"، وميزان الاعتدال "1/ 491".
2 شاه ولي الله الدهلوي, واسمه أحمد بن عبد الرحمن، البدر الطالع للشوكاني "1/ 72".
ترجمة أبو إسماعيل حمَّاد بن أبي حنيفة:
الإمام السابق، كان على مذهب أبيه، وكان من الصلاح والخير على قدم عظيمة، كانت وفاته سنة 176 ست وسبعين ومائة1.
وولده إسماعيل كان أيضًا من العلماء الفضلاء، واستقضى بالبصرة، وكانت له سيرة حسنة, وهو الذي خلفه يحيى بن أكثم -رحمهم الله2.
__________
1 أبو إسماعيل حمَّاد بن أبي حنيفة، ترجمته في الجواهر المضية "1/ 226"، وميزان الاعتدال "1/ 590".
2 إسماعيل بن حمَّاد بن أبي حنفية: تاريخ بغداد "6/ 243"، والجواهر المضية "1/ 148"، وميزان الاعتدال "1/ 226"، وتهذيب التهذيب "1/ 290".

الصفحة 515