كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 111
فوق المنافقين والكافرين ) يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب ) [ آية : 212 ] ،
حين يبسط للكافرين الرزق ، ويقدر على المؤمنين يقول : ليس فوقي ملك يحاسبني ، أنا
الملك أعطي من شئت بغير حساب حين أبسط للكافرين في الرزق وأقتر على المؤمنين .
تفسير سورة البقرة آية [ 213 ]
البقرة : ( 213 ) كان الناس أمة . . . . .
) كان الناس ( ، يعني أهل السفينة ، ) أمة واحدة ( ، يعني على ملة الإسلام
وحدها ، وذلك أن عبد الله بن سلام خاصم اليهود في أمر محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، ) فبعث الله النبيين ( إبراهيم ، وإسماعيل ، وإسحاق ، ويعقوب ، ولوط بن حران بن آزر ، فبعثهم الله
) مبشرين ( بالجنة ، ) ومنذرين ) من النار ، ) وأنزل معهم الكتاب بالحق ( ، يعني
صحف إبراهيم ؛ ) ليحكم بين الناس ( ؛ ليقضي الكتاب ) فيما اختلفوا فيه ( من
الدين ، فدعا بها إبراهيم وإسحاق قومهما ، ودعا بها إسماعيل جرهم ، فآمنوا به ، ودعا
بها يعقوب أهل مصر ، ودعا بها لوط سدوم وعامورا وصابورا ودمامورا ، فلم يسلم
منهم غير ابنتيه ريتا وزعوتا ، يقول الله عز وجل : ( وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه ( ،
يعني أعطوا الكتاب ، ) من بعد ما جاءتهم البينات ) ، يعني البيان ، ) بغيا بينهم ( ،
يقول : تفرقوا بغيا وحسدا بينهم ، ) فهدى الله الذين ءامنوا لما اختلفوا فيه ) ، يقول :
حين اختلفوا في القرآن ، ) من الحق بإذنه ( ، يعني التوحيد ، ) والله يهدي من يشاء
إلى صراط مستقيم ) [ آية : 213 ] ، يعني دين الإسلام ؛ لأن غير دين الإسلام باطل .
تفسير سورة البقرة آية [ 214 ]
البقرة : ( 214 ) أم حسبتم أن . . . . .
ثم بين للمؤمنين أن لا بد لهم من البلاء والمشقة في ذات الله ، فقال سبحانه : ( أم
حسبتم أن تدخلوا الجنة ( ، نظيرها في آل عمران قوله سبحانه : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله ) [ آل عمران : 142 ] ، وفي العنكبوت : ( الم أحسب
الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) [ العنكبوت : 1 ، 2 ] ، وذلك أن

الصفحة 111