كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)
صفحة رقم 115
بالله ) و ( صد عن ) والمسجد الحرام وإخراج أهله منه ( من عند المسجد الحرام ،
فذلك صدهم ، وذلك أنهم أخرجوا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه من مكة ، ) أكبر عند الله ( ،
فهذا أكبر عند الله من القتل والأسر وأخذ الأموال ، ثم قال سبحانه : ( والفتنة ( ،
يعني الإشراك الذي أنتم فيه ) أكبر ( عند الله ) من القتل ( ، ثم أخبر عز وجل عن
رأى مشركي العرب في المسلمين ، فقال سبحانه : ( ولا يزالون يقاتلونكم ( ، يعني
مشركي مكة ) حتى يردوكم ) يا معشر المؤمنين ) عن دينكم ) ) الإسلام ( ( إن
استطاعوا ( ، ثم خوفهم ، فقال : ( ومن يرتدد منكم عن دينه ( الإسلام ، يقول :
ومن ينقلب كافرا بعد إيمانه ، ) فيمت وهو كافر فأولئك حبطت ( ، يعني بطلت
) أعمالهم ( الخبيثة ، فلا ثواب لهم ) في الدنيا و ) ) لا في ( ( والآخرة وأولئك
أصحاب النار هم فيها خالدون ) [ آية : 217 ] ، يعني لا يموتون .
تفسير سورة البقرة آية [ 218 ]
البقرة : ( 218 ) إن الذين آمنوا . . . . .
فكتب عبد الله بن جحش إلى مسلمي أهل مكة بهذه الآية ، وكتب إليهم أن
عيروكم ، فعيروهم بما صنعوا ، وقال عبد الله بن جحش وأصحابه : أصبنا القوم في
رجب ، فنرجو أن يكون لنا أجر المجاهدين في سبيل الله ، فأنزل الله عز وجل : ( إن
الذين ءامنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور
رحيم ) [ آية : 218 ] . ) الذين ءامنوا والذين هاجروا ) ) إلى المدينة ( ( وجاهدوا ) ) المشركين ( ( في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله ( ، يعني جنة الله ، نظيرها في آل
عمران قوله سبحانه : ( وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله ) [ آل عمران :
107 ] ، يعني ففي جنة الله ؛ لقولهم للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) : هل لنا أجر المجاهدين في سبيل الله .
) والله غفور رحيم ( ؛ لاستحلالهم القتل والأسر والأموال في الشهر الحرام ،
فكانت هذه أول سرية ، وأول غنيمة ، وأول خمس ، وأول قتيل ، وأول أسر كان في
الإسلام ، فأما نوفل بن عبد الله الذي أفلت يومئذ ، فإنه يوم الخندق ضرب بطن فرسه
ليدخل الخندق على المسلمين في غزوة الأحزاب ، فوقع في الخندق ، فتحطم هو وفرسه ،
فقتله الله تعالى ، وطلب المشركون جيفته بثمن ، فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : ' خذوه ، فإنه خبيث الجيفة ،
خبيث الدية ' .