كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 119
يعظكم ، فلا تقربوهن حيضا ، ثم حذرهم ، فقال سبحانه : ( واعلموا أنكم ملاقوه ( ،
فيجزيكم بأعمالكم ، ) وبشر المؤمنين ) [ آية : 223 ] ، يعني المصدقين بأمر الله ونهيه
بالجنة .
تفسير سورة البقرة من آية [ 224 - 225 ]
البقرة : ( 224 ) ولا تجعلوا الله . . . . .
) ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم ( ، نزلت في أبي بكر الصديق ، رضي الله
عنه ، وفي ابنه عبد الرحمن ، حلف أبو بكر ، رضي الله عنه ، ألا يصله حتى يسلم ، وذلك
أن الرجل كان إذا حلف ، قال : لا يحل إلا إبرار القسم ، فأنزل الله عز وجل : ( ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم ( ، يقول : لا يحلف على ما هو في معصية إلا يصل
قرابته ، وذلك أن الرجل يحلف أن لا يدخل على جاره ، ولا يكلمه ، ولا يصلح بين
إخوانه ، والرجل يريد الصلح بين الرجلين ، فيغضبه أحدهما أو يتهمه ، فيحلف المصلح أن
لا يتكلم بينهما ، قال الله عز وجل : لا تحلفوا ألا تصلوا القرابة : ( أن تبروا وتتقوا (
الله ) وتصلحوا بين الناس ( ، فهو خير لكم من وفاء باليمين في معصية الله ، ) والله سميع ( لليمين ؛ لقولهم : حلفنا عليها ، ) عليم ) [ آية : 224 ] ، يقول : عالم بها ، كان
هذا قبل أن تنزل الكفارة في المائدة .
البقرة : ( 225 ) لا يؤاخذكم الله . . . . .
) لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ( ، وهو الرجل يحلف على أمر يرى أنه فيه صادق
وهو مخطئ ، فلا يؤاخذه الله بها ، ولا كفارة عليه فيها ، فذلك العفو ، ثم قال عز وجل :
( ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم ( ، يعني بما عقدت قلوبكم من المأثم ، يعني اليمين
الكاذبة التي حلف عليها ، وهو يعلم أنه فيها كاذب ، فهذه فيها كفارة ، ) والله
غفور ) ، يعني ذا تجاوز عن اليمين التي حلف عليها ، ) حليم ) [ آية : 225 ] ، حين لا
يوجب فيها الكفارة .
تفسير سورة البقرة من آية [ 226 - 227 ]
البقرة : ( 226 ) للذين يؤلون من . . . . .
ثم نزلت الكفارة في سورة المائدة ، فبين فيها ) للذين يؤلون ( ، يعني يقسمون ) من
نسائهم ( ، فهو الرجل يحلف أن لا يقرب امرأته ، ) تربص أربعة أشهر فإن فاءو ( ، يعني

الصفحة 119