كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)
صفحة رقم 123
أمره الله عز وجل من المراجعة ، ) ذلكم أزكى لكم ( ، يعني خير لكم من الفرقة ،
)( وأطهر ( لقلوبكم من الريبة ، ) والله يعلم ( حب كل واحد منهما لصاحبه ، ) وأنتم لا تعلمون ) [ آية : 232 ] ذلك منهما .
فلما نزلت هذه الآية ، قال ( صلى الله عليه وسلم ) : ' يا معقل ، إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر ، فلا
تمنع أختك فلانا ' ، يعني أبا البداح ، قال : فإني أنا أؤمن بالله واليوم الآخر ، وأشهدك أني قد أنكحته .
تفسير سورة البقرة آية [ 233 ]
البقرة : ( 233 ) والوالدات يرضعن أولادهن . . . . .
) والوالدات يرضعن أولادهن ( ، يعني إذا طلقن ، ) حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ( ، يعني يكمل الرضاعة ، وليس الحولان بالفريضة ، فمن شاء أرضع فوق
الحولين ، ومن شاء قصر عنهما ، ثم قال : ( وعلى المولود له ( إذا طلق امرأته وله ولد
رضيع ترضعه أمه ، فعلى الأب رزق الأم والكسوة ، ) رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها ( ، يعني إلا ما أطاقت من النفقة والكسوة ، ثم قال سبحانه : ( لا تضار والدة بولدها ( ، يقول : لا يجعل بالرجل إذا طلق امرأته أن يضارها ، فينزع
منها ولدها وهي لا تريد ذلك ، فيقطعه عن أمه ، فيضارها بذلك بعد أن ترضى بعطية
الأب من النفقة والكسوة .
ثم ذكر الأم ، فقال : ( ولا مولود له بولده ( ، يعني لا يجمل بالمرأة أن تضار زوجها
وتلقى إليه ولدها ، ثم قال في التقديم : ( وعلى الوارث مثل ذلك ( ، يقول : وعلى من
يرث اليتيم إذا مات الأب مثل ما على الأب من النفقة والكسوة لو كان حيا ، فلا يضار
الوارث الأم ، وهي بمنزلة الأب إذا لم يكن لليتيم ماله ، ) فإن أرادا فصالا عن تراض منهما