كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 132
ثم انطلق حتى دخل على طالوت ، فقال : أنا قاتل جالوت بإذن الله ، وكان داود ،
عليه السلام ، رث المنظر ، هبير ، دوير ، فأنكر طالوت أن يقتله داود ، عليه السلام ، فقال
داود : تجعل لي نصف ملكك ونصف مالك إن قتلت جالوت الجبار ؟ قال طالوت : لك
ذلك عندي ، وأزوجك ابنتي ، ولن يخفى علي إن كنت أنت صاحبه ، قد أتاني قومي
كلهم يزعم أنه يقتله ، وقد أخبرني إسماعيل أن الله يبعث له رجلا من أصحابي فيقتله ،
فالبس هذا الدرع ، فلبسها داود ، عليه السلام ، فطالت عليه ، فانتفض فيها ، فتقلص منها
وجعل داود يدعو الله عز وجل ، ثم انتفض فيها ، فتقلص منها ، ثم انتفض فيها الثالثة
فاستوت عليه ، فعلم طالوت أنه يقتل جالوت .
تفسير سورة البقرة آية [ 249 ]
البقرة : ( 249 ) فلما فصل طالوت . . . . .
) فلما فصل طالوت بالجنود ( ، وهم مائة ألف إنسان ، فسار في حر شديد ، ) فلما فصل طالوت بالجنود ( ) قال إن الله ( عز وجل ) مبتليكم بنهر ( بين
الأردن وفلسطين ، ) فمن شرب منه فليس مني ( ، يقول : ليس معي على عدوى ،
كقول إبراهيم ، عليه السلام : ( فمن تبعني فإنه مني ) [ إبراهيم : 36 ] ، يعني معي ،
)( ومن لم يطعمه فإنه مني ( ، فإنه معي على عدوى ، ثم استثنى ، فقال : ( إلا من اغترف غرفة بيده ( ، الغرفة يشرب منها الرجل وخدمه ودابته ويملأ قربته ، ووصلوا إلى النهر من مفازة ، وأصابهم العطش ، فلما رأى الناس الماء ابتدروا فوقعوا فيه ،
)( فشربوا منه إلا قليلا منهم ( ، والقليل ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، عدة أصحاب
النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يوم بدر .
) فلما جاوزه ) ، أي جاوز النهر ) هو ( ، يعني طالوت ، ) والذين ءامنوا
معه ( ، وكلهم مؤمنون ، فقال العصاة الذين وقعوا في النهر : ( قالوا لا طاقة لنا
اليوم بجالوت وجنوده ( ، فرد عليهم أصحاب الغرفة ، ) قال الذين يظنون ( ،
يعني الذين يعلمون ، كقوله سبحانه : ( وظن أنه الفراق ) [ القيامة : 28 ] ، يعني وعلم ،

الصفحة 132