كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 147
المال ، ) يوف إليكم ( ، يعني توفر لكم أعمالكم ، ) وأنتم لا تظلمون ) [ آية :
272 ] فيها .
تفسير سورة البقرة [ آية 273 ]
البقرة : ( 273 ) للفقراء الذين أحصروا . . . . .
ثم بين على من ينفق ، فقال : النفقة ) للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله ( ، يقول : حبسوا ، نظيرها : ( فإن أحصرتم ) [ البقرة : 196 ] ، يعني حبستم ،
وأيضا : ( وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ) [ الإسراء : 8 ] ، يعني محبسا ، ) الذين أحصروا ( حبسوا أنفسهم بالمدينة في طاعة الله عز وجل ، فهم أصحاب الصفة .
قال : حدثنا عبيد الله ، عن أبيه ، عن هذيل بن حبيب ، عن مقاتل بن سليمان ، منهم
ابن مسعود ، وأبو هريرة ، والموالى أربعمائة ، رجل لا أموال لهم بالمدينة ، فإذا كان الليل
آووا إلى صفة المسجد ، فأمر الله عز وجل بالنفقة عليهم ، ) لا يستطيعون ضربا في الأرض ( ، يعني سيرا ، كقوله سبحانه : ( وإذا ضربتم في الأرض ) [ النساء :
101 ] ، يعني إذا سرتم في الأرض ، يعني التجارة ، ) يحسبهم الجاهل ( بأمرهم
وشأنهم ) أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم ( ، يعني بسيما الفقر عليهم لتركم
المسألة ، ) لا يسئلون الناس إلحافا ( فيلحفون في المسألة ، ) وما تنفقوا من خير ( ، يعني من مال ، كقوله عز وجل : ( إن ترك خيرا ) [ البقرة : 180 ] ، يعني
مالا للفقراء أصحاب الصفة ، ) فإن الله به عليم ) [ آية : 273 ] ، يعني بما أنفقتم
عليم .
تفسير سورة البقرة آية [ 274 ]
البقرة : ( 274 ) الذين ينفقون أموالهم . . . . .
) الذين ينفقون أموالهم ( في الصدقة ) باليل والنهار سرا وعلانية ( ،
نزلت في علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، لم يملك غير أربعة دراهم ، فتصدق بدرهم
ليلا ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرا ، وبدرهم علانية ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ' ما حملك على
ذلك ؟ ' ، قال : حملني أن أستوجب من الله الذي وعدني ، فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ' ألأن لك
ذلك ' ، قال : فأنزل الله عز وجل فيه : ( الذين ينفقون أموالهم باليل والنهار سرا

الصفحة 147