كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 30
في الحساب فواحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون سنة ، فضحك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال
جدي : هل غير هذا ؟ فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ' نعم ، ) المص كتاب أنزل إليك ( ' [ الأعراف :
1 ، 2 ] .
فقال جدي : هذه أكبر من الأولى ، ولئن كنت صادقاً : فإنكم تملكون مائتي سنة
واثنتين وثلاثين سنة ، ثم قال : هل غير هذا ؟ فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ' ) الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ( ' [ هود : 1 ] ، فقال جدي : هذه أكبر من الأولى
والثانية ، وقد حكم وفصل ، ولئن كنت صادقاً ، فإنكم تملكون أربعمائة سنة وثلاثا
وستين سنة ، فاتق الله ولا تقولن إلا حقاً ، فهل غير هذا ؟ فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ' ) المر تلك آيات الكتاب ( ' [ الرعد : 1 ] ، فقال جدي : لئن كنت صادقاً ، فإنكم تملكون سبعمائة
سنة وأربعاً وثلاثين سنة ، ثم إن جدي قال : الأن لا نؤمن بما تقول ، ولقد خلطت علينا
فما ندري بأي قولك نأخذ ، وأيما أنزل عليك نتبع ، ولقد لبست علينا حتى شككنا في
قولك الأول ، ولولا ذلك لاتبعناك .
قال أبو ياسر : أما أنا فأشهد أن ما أنزل على أنبيائنا حق ، وأنهم قد بينوا لنا ملك
هذه الأمة ، فإن كان محمد صادقاً فيما يقول ، ليجمعن له هذه السنون كلها ، ثم نهضوا
من عنده ، فقالوا : كفرنا بقليله وكثيره ، فقال جدي لعبد الله بن سلام وأصحابه : أما
تعرفون الباطل فيما خلط عليكم ؟ فقالوا : بلى نعرف الحق فيما يقول ، فأنزل الله عز
وجل في كفار اليهود بالقرآن : ( الم الله لا إله إلا هو الحي ( الذي لا يموت ، ) القيوم (
يعني القائم على كل شيء ، ) نزل عليك الكتاب ( يا محمد ) بالحق (
لم ينزل باطلاً ، ) مصدقا لما بين يديه ( ، يقول سبحانه : قرآن محمد
يصدق الكتب التي كانت قبله ، ) وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس (
يعني لبني إسرائيل من الضلالة ، ثم قال عز وجل ) وأنزل الفرقان ) [ آل عمران : 1
- 4 ] ، يعني قرآن محمد بعد التوراة والإنجيل ، يعني بالفرقان المخرج من الشبهات
والضلالة ، نظيرها في الأنبياء ، ) ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان ) [ الأنبياء : 48 ] ،
يعني المخرج . وفي البقرة ) وبينات من الهدى والفرقان ) [ البقرة : 185 ] . ) إن الذين كفروا بآيات الله ( ، اليهود كفروا بالقرآن ، يعني هؤلاء النفر المسلمين
وأصحابهم ، ) لهم عذاب شديد والله عزيز ( في ملكه وسلطانه ، ) ذو انتقام (
[ آل عمران : 4 ] من أهل معصيته

الصفحة 30