كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)
صفحة رقم 351
يقول : هو أسرع حسابا من غيره ، وذلك قوله : ( وكفى بنا حاسبين ) [ الأنبياء :
47 ] .
تفسير سورة الأنعام آية [ 63 - 67 ]
الأنعام : ( 63 ) قل من ينجيكم . . . . .
) قل ( يا محمد لكفار مكة : ( من ينجيكم من ظلمات البر والبحر ( ، يعني الظلل
والظلمة والموج ، ) تدعونه تضرعا ( يعني مستكينين ، ) وخفية ( ، يعني في خفض
وسكون ، ) لئن أنجانا من هذه ( الأهوال ، ) لنكونن من الشاكرين ) [ آية : 63 ] لله في
هذه النعم ، فيوحدوه ،
الأنعام : ( 64 ) قل الله ينجيكم . . . . .
) قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ( ، يعني من أهوال كل
كرب ، يعني من كل شدة ، ) ثم أنتم تشركون ) [ آية : 64 ] في الرخاء .
الأنعام : ( 65 ) قل هو القادر . . . . .
) قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم ( ، يعني الحصب بالحجارة كما
فعل بقوم لوط ، فلا يبقى منكم أحد ، ) أو من تحت أرجلكم ( ، يعني الخسف كما فعل
بقارون ومن معه ، ثم قال : ( أو يلبسكم شيعا ( ، يعني فرقا أحزابا أهواء مختلفة كفعله
بالأمم الخالية ، ) ويذيق بعضكم بأس بعض ( ، يقول : يقتل بعضكم بعضا ، فلا يبقى منكم
أحد إلا قليل ، فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يجر رداءه ، وذلك بالليل ، وهو يقول : ' لئن أرسل الله
على أمتي عذابا من فوقهم ليهلكنهم ، أو من تحت أرجلهم ، فلا يبقى منهم أحد ' ، فقام
( صلى الله عليه وسلم ) فصلى ودعا ربه أن يكشف ذلك عنهم ، فأعطاه الله اثنتين الحصب والخسف ،
كشفهما عن أمته ، ومنعه اثنتين الفرقة والقتل ، فقال : ' أعوذ بعفوك من عقابك ، واعوذ
بمعافاتك من غضبك ، وأعوذ بك منك ، جل وجهك ، لا أبلغ مدحتك والثناء عليك أنت
كما أثنيت على نفسك ' .
قال : فجاءه جبريل ، عليه السلام ، فقال : إن الله قد استجاب لك وكشف عن أمتك
اثنتين ومنعوا اثنتين ، ) انظر ( يا محمد ) كيف نصرف الآيات ( ، يعني العلامات في
أمور شتى من ألوان العذاب ، ) لعلهم ( ، يقول : لكي ، ) يفقهون ) [ آية : 65 ] عن