كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 352
الله فيخافوه ويوحدوه ،
الأنعام : ( 66 ) وكذب به قومك . . . . .
) وكذب به ( بالقرآن ) قومك ( خاصة ، ) وهو الحق ( جاء
من الله ، ) قل لست عليكم بوكيل ) [ آية : 66 ] ، يقول بمسيطر ، نسختها آية السيف ،
الأنعام : ( 67 ) لكل نبإ مستقر . . . . .
) لكل نبإ مستقر ( ، يقول : لكل حديث حقيقة ومنتهى ، يعني العذاب منه في الدنيا ،
وهو القتل ببدر ، ومنه في الآخرة نار جهنم ، وذلك قوله : ( وسوف تعلمون ) [ آية :
67 ] ، أو عدهم العذاب ، مثلها في اقتربت .
تفسير سورة الأنعام آية [ 68 - 70 ]
الأنعام : ( 68 ) وإذا رأيت الذين . . . . .
) وإذا رأيت ( ، يعني سمعت يا محمد ، ) الذين يخوضون في آياتنا ( ، يعني يستهزءون
بالقرآن ، وقالوا ما لا يصح ، قال الله لنبيه ( صلى الله عليه وسلم ) : ( فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ( ، يعني فقم عنهم لا تجالسهم حتى يكون حديثهم في غير أمر الله وذكره ، ) وإما ينسينك الشيطان ( ، يقول : فإن أنساك الشيطان فجالستهم بعد النهى ، ) فلا تقعد بعد الذكرى ( ، يقول : إذا ذكرت فلا تقعد ، ) مع القوم الظالمين ) [ آية : 68 ] ، يعني
المشركين .
الأنعام : ( 69 ) وما على الذين . . . . .
فقال المؤمنين عند ذلك : لو قمنا عنهم إذا خاضوا واستهزءوا ، فإنا نخشى الإثم في
مجالستهم ، يعني حين لا نغير عليهم ، فأنزل الله : ( وما على الذين يتقون ( ، يعني
يوحدون الرب ، ) من حسابهم من شيء ( ، يعني من مجازاة عقوبة خوضهم ،
واستهزائهم من شيء ، ثم قال : ( ولكن ذكرى لعلهم يتقون ) [ آية : 69 ] إذا
قمتم عنهم منعهم من الخوض والاستهزاء الحياء منكم والرغبة في مجالستكم ، فيذكرون
قيامكم عنهم ، ويتركون الخوض والاستهزاء ، ثم نسختها الآية التي في النساء : ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) [ النساء : 140 ] الآية .

الصفحة 352