كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 366
ن يشاء الله ( لهم الإيمان ، ) ولكن أكثرهم ( أكثر أهل مكة ) يجهلون ) [ آية :
111 ] .
الأنعام : ( 112 ) وكذلك جعلنا لكل . . . . .
ثم قال : ( وكذلك ( ، يعني وهكذا ، ) جعلنا لكل نبي عدواً ( من قومه ، يعني أبا
جهل عدواً للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، كقولهم في الفرقان : ( وقالوا مال هذا الرسول . . . ) [ الفرقان :
7 ] إلى آخر الآية ، قوله : ( شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض ( ، وذلك أن
إبليس وكل شياطين بالإنس يضلونهم ، ووكل شياطين بالجن يضلونهم ، فإذا التقى
شيطان الإنس مع شيطان الجن ، قال أحدهما لصاحبه : إني أضللت صاحبي بكذا وكذا ،
فأضلل أنت صاحبك بكذا وكذا ، فذلك قوله : ( يوحي بعضهم إلى بعض ( ، يقول :
يزين بعضهم ) زخرف القول غروراً ( ، يقول : ذلك التزيين بالقول باطل ، يغرون به
الإنس والجن ، ثم قال : ( ولو شاء ربك ما فعلوه ( ، يقول : لو شاء الله لمنعهم عن ذلك ،
ثم قال للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ( فذرهم ( ، يعني خل عنهم ، يعني كفار مكة ، ) وما يفترون (
[ آية : 112 ] من الكذب .
الأنعام : ( 113 ) ولتصغى إليه أفئدة . . . . .
) ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة ( ، يعني ولتميل إلى ذلك الزخرف
والغرور قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة ، يعني الذين لا يصدقون بالبعث الذي فيه جزاء
الأعمال ، ) وليرضوه ( ، يعني وليحبوه ، ) وليقترفوا ما هم مقترفون ) [ آية : 113 ] ،
يعني ليعملوا من المعاصي ما هم عاملون .
الأنعام : ( 114 ) أفغير الله أبتغي . . . . .
) أفغير الله أبتغي حكماً ( ، فليس أحد أحسن قضاء من الله في نزول العذاب
ببدر ، ) وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلاً ( ، يعني القرآن حلاله وحرامه ، وكل
شيء مفصلاُ ، يعني مبيناً فيه أمره ونهيه ، ) والذين ءاتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من
ربك بالحق فلا تكونن ممن الممترين ) [ آية : 114 ] .
تفسير سورة الأنعام من آية [ 115 - 117 ]
الأنعام : ( 115 ) وتمت كلمة ربك . . . . .
) وتمت كلمت ربك ( بأنه ناصر محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ببدر ، ومعذب قومه ببدر ، فحكمه عدل
في ذلك ، فذلك قوله : ( صدقاً ( فيما وعد ، ) وعدلا ( فيما حكم ، ) لا مبدل

الصفحة 366