كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 39
بهذا المثل ) إلا الفاسقين ) [ آية : 26 ] ، يعني اليهود .
البقرة : ( 27 ) الذين ينقضون عهد . . . . .
ثم أخبر فقال سبحانه : ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ( ، فنقضوا العهد
الأول ، ونقضوا ما أخذ عليهم في التوراة أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا ، وأن يؤمنوا
بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وكفروا بعيسى وبمحمد ، عليهما السلام ، وآمنوا ببعض الأنبياء وكفروا
ببعض ، ) ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض ( يعني ويعملون
فيها بالمعاصي ، ) أولئك هم الخاسرون ) [ آية : 27 ] في العقوبة ، يعني اليهود ،
ونظيرها في الرعد : ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ( من إيمان بمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، ) ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم
سوء الدار ) [ الرعد : 25 ] .
تفسير سورة البقرة من آية [ 28 - 29 ]
البقرة : ( 28 ) كيف تكفرون بالله . . . . .
) كيف تكفرون بالله ( بأنه واحد لا شريك له ، ) وكنتم أمواتا ( ، يعني
نطفا ) فأحياكم ( ، يعني فخلقكم ، وذلك قوله سبحانه : ( يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ) [ الروم : 19 ] ، ) ثم يميتكم ( عند إحيائكم ،
)( ثم يحييكم ( من بعد الموت يوم القيامة ، ) ثم إليه ترجعون ) [ آية : 28 ] ،
فيجزيكم بأعمالكم ، فأما اليهود ، فعرفوا وسكتوا ، وأما المشركون ، فقالوا : أئذا كنا
تراباً ، من يقدر أن يبعثنا من بعد الموت ؟ فأنزل الله عز وجل :
البقرة : ( 29 ) هو الذي خلق . . . . .
) هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ( من شئ ) ثم استوى إلى السماء ) فبدأ بخلقهن ، وخلق الأرض
) فسواهن ( ، يعني فخلقهن ) سبع سماوات ( ، فهذا أعظم من خلق الإنسان ،
وذلك قوله سبحانه : ( لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ) [ غافر :
57 ] ، ) وهو بكل شئ ( من الخلق ) عليم ) [ آية : 29 ] بالبعث وغيره .
تفسير سورة البقرة آية [ 30 ]
البقرة : ( 30 ) وإذ قال ربك . . . . .
) وإذا ( ، يعني وقد ) قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ( ، وذلك

الصفحة 39